الاثنين 23 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
إعلامنا يوم كان ويوم يكون
play icon
كل الآراء

إعلامنا يوم كان ويوم يكون

Time
السبت 21 يونيو 2025
View
40
حسن علي كرم

تبقى السياحة والاعلام اكثر الموضوعات التي تستحوذ على عقلي، فالاعلام بإعتباري تربية صحافة، وشغفي الاول اكثر من شغفي لاكلة في مطعم خمس نجوم.

ما يعنيني هنا في الحقيقة في الاعلام هو الاعلام الرسمي، او ما يسمى الاعلام الحكومي، بشقيه الاذاعة والتلفزيون باعتبارهما الاساسيات، ومصدر المعلومات الحكومية، والرأي العام الشعبي في نهاية المطاف.

منذ اواسط خمسينيات القرن الماضي إلى هذا اليوم، وانا ملتصق بالراديو والصحافة كالطفل الرضيع متعلق بامه، اشنف اذني بالاستماع الى المذياع والتجول من محطة الى اخرى لبلد اخر، حين لم يكن هناك غير بضع محطات اذاعية محدودة (اذاعة بغداد، القاهرة، صوت العرب، اذاعة اسرائيل، صوت اميركا واذاعات اخرى) التي كانت تبث فيما مضى عبر الموجات القصيرة او الطويلة، والكثير منها في ظل التحولات التكنولوجية اختفى، ومنحت فرصة لاعلام الصوت والصورة، حيث اكتسحت الاقمار الاصطناعية، واختفت الاسلاك والهوائيات التي كانت تلتقط البث عبرها الراديو.

غرق الفضاء بآلاف مرسلات اذاعية او تلفزيونية، او اشياء اخرى، لا زلت اجهلها في ظل الحمى التي تجتاح العالم، حيث كل يوم نسمع او نرى جديداً، نحن هنا في "هذي الكويت" لسنا دولة ثورية ولا دولة توسعية.

فنحن في دولة الكويت بلاد مسالمة ومقتنعة بوضعها كدولة صغيرة كل همها العيش بسلام مع الاخرين والنأي من حروب.

ولذا اعلامنا المرئي، الذي يطل على المشاهد والمستمع يطل وكأنه البسه الحزن، ونحن ولله الحمد بخير وامن وامان.

من هنا اعتقد اعلامنا ينبغي ان يرتدي ثوب الفرح، ويظهر بمظهر المتفائل، وكأننا نعيش في بستان ملؤه الوان الازهار والورود والنخيل والجو العليل.

كنا، ولم يكن غيرنا كان ينافسنا في عروض الدراما، وحفلات السمر والغناء، وتشجيع فنانين كويتيين وعرب واجانب. الجمهور الكويتي عرف المغنية الايرانية الاكثر شهرة كوكوش في الوقت الذي لم يكن في كل البلدان المجاورة، من يعرف من تكون كوكوش، ومن اي بلد.

نحن باعلامنا قدمنا العالم الى الاخرين، ونحن كنا ينظر الينا العالم باعجاب، وكأننا قادمون من كوكب اخر.

اين نحن حاليا من ذاك الزمان الجميل، اعلام جابر العلي، يرحمه الله؟

الحزن والكآبة اللذان يلفان اعلامنا، المسموع والمرئي، يجعلان للمشاهد والمستمع اللجوء إلى قنوات تقدم وجبة اعلامية تناسب ذوق المشاهد والمستمع.

مثلاً وزارة الاعلام استحدثت قناة اخبارية، بالله عليكم، هل نجحت او قدمت مادة اخبارية تليق بمسمى قناة اخبارية، او هل نجحت قناة المنوعات ان تقدم مواد ترفيهية او درامية او غنائية او هل نجحت في تقديم فنانين كويتيين محبوسين في منازلهم تجاهلتهم الاذاعة، ونسيهم "المجلس الوطني"، كذلك ليس هناك شركات فنية محلية تأخذ بيد هؤلاء وتشجع، او تسجل اعمالهم الغنائية؟

قبل يومين كنت اقرأ في جريدة محلية عن شكوى لفنان كويتي يشكو، انه لم يجد مصدراً حكومياً، او خاصاً يسجل انتاجه الفني، وان الشركة التي تعاقد معها لانتاج اعماله، اعتذرت اوقفت نشاطها، فاي ملجأ او مصدر يلجأ اليه فنانونا يا حضرة وزير الاعلام، ويا باشوات "المجلس الوطني"، فاي اعلام واي ثقافة يا مسؤولين؟

مو حرام عليكم الكآبة والقتامة تعم البلاد، لماذا لا يتكفل "المجلس الوطني" بانتاج اعمال الفنانين الكويتيين او تأسيس مؤسسة لانتاج اعمالهم؟

الاعلام والثقافة ضلعان لا ينفصمان، واذا كانت الدولة عاجزة عن توفيركوادر اعلاميين محليين مهنية، فلا اقل ايجاد كوادر من الخارج، ولا نريد اعلاماً ميتاً، ولا نريد ان نقول يرحم الله اعلامنا يوم كان، لكن نقول اعلامنا يحتاج الى نفضة من القمة الى القاعدة.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار