الاثنين 23 يونيو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
في الحرب الدائرة... قل للتمساح ماشئت
play icon
كل الآراء

في الحرب الدائرة... قل للتمساح ماشئت

Time
السبت 21 يونيو 2025
View
30
د. حمود الحطاب
شفافيات

هناك نظريتان، وتوجهان في اي موقف حياتي؛ اما موقف المواجهة، وهو موقف مكلف للغاية، ويقدر عليه المضحون بكل شيء؛ وإما موقف المهادنة والتعريض، و"المشي هيك وهيك"؛ويتفرع من كليهما فروع متعددة.

وسأكون أكثر قربا ووضوحا في ما اقول: هناك في الحرب الدائرة حاليا بين الكيان الصهيوني وطهران نظريتان؛ الاولى منهما تقول: لا تقل للتمساح يا قبيح المنظر، قبل ان تخرج من البحيرة التي تجمعك به؛ "ما تقولش للتمساح يا وحش ياقبيح قبل ما تخرج من البحيرة، وما تقولوش يابو عيون جاحظة، وما تقولوش يا بو دموع كدابة، خداعة؛ يابو دموع تمساحية خبيثة.

ماتقولوش كده قبل ما تسيب البحيرة، وتخرج تجري مبتعداً عنها، وهناك تصرخ، وتقول ياتمساح ياللي في البحيرة شكلك مقرف يا وحش.

ونظرية ثانية شجاعة مجازفة؛ او قوية جداً تملك بندقية صيد فيها رمح حاد، يستطيع اختراق قلب التمساح، إن كان له قلب. وفي هذا شجاعة ورجولة، وذكاء وطبع حربي، وايضا مغامرة تحتاج إلى الياقة والحذر وسرعة البديهة، وسرعة التصرف وامور أخرى كثيرة.هذا من جانب.

وقلت لحضراتكم انني اكتب من خلال نظرية الكتابة في المدرسة اللبنانية، التي لا تقول، وكمان مرة عشان البيه؛ بمعنى انني اكتب للقراء الاذكياء، او يفترض، وفي كل كاتب أن يرفع مستوى من يكتب اليهم، فيكتب بثقافة عالية وما ينزلش؛ ومش مهم ان القارىء يتعب وهو طالع السلالم.

وقلت هذا اليوم ايضا هذا لأنني اريد الآن بعد دموع التماسيح التي يبكيها الذين يخافون من انياب التماسيح، حيث لا يزالون دون حماية منه، او امن.وسانتقل فجأة الى مرحلة فضح جبن الجبناء لاقول لهم: ايها المتعاطفون مع التمساح، اود تذكيركم، وتذكير دموعكم التي لاتحرك في عاطفة: من الذي سعى إلى تدمير سورية بأكملها، هل تذكرون حلب، وتشريد اهلها كمجرد مثال؟

ومن الذي كون الميليشيات التي سعت لاحداث الخراب والفوضى في العراق واليمن وباكستان ولبنان، وقتل العديد من علماء الاسلام المناوئين لهم، ومن زود الحوثي بالصواريخ لتدمير اليمن، وارهاب الملاحة البحرية، والقرصنة البحرية، وحول العديد من البلدان التي احتلها بالتسلل، وحولها لساحات انتقام وحشية طائفية، ومن الذي كان يهدد جيرانه بتصدير الثورات العنصرية؟

وفي الجانب الثاني المتقاتل من الذي احتل فلسطين، وشرد اهلها، ومن صاحب مذابح دير ياسين وصبرا وشاتيلا، ومن الذي سعى ويسعي إلى ابادة سكان غزة بالكامل في حرب ابادة فاقت حتى الخاملين من البشر، وايقظت ضمائرهم؟

ان من فعل كل ذلك كانوا اصدقاء متعاونون والسياسة المكيافيلية المتبعون لها، ليس من اركان لعبتها الوفاء والاخلاص، بل المصالح، وحين تتغير قواعد اللعبة، وتنتهي الادوار يقتل الاصدقاء المكيافيليون بعضهم بعضا، بتلك الانابيب التي لها ذيول مشتعلة على الاقل.

وارجو اني كنت تلميذا في بعض مستوى الاداء الكتابي من المدرسة اللبنانية... وهيك مشق الزعرورة يا يمه هيك.

كاتب كويتي

آخر الأخبار