الاثنين 23 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
العالم لا يَتَمَحْوَرْ حَوْلَكْ
play icon
كل الآراء

العالم لا يَتَمَحْوَرْ حَوْلَكْ

Time
السبت 21 يونيو 2025
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يتمحور الشيء عندما يدور حول شخص، أو موضوع ما، ويتمحور العالم حول الانسان، ويرتكز عنده، ويطاوعه عندما يدور حوله فقط، وهو بالطبع سيناريو حياتي مستحيل، ولم يحدث إطلاقاً.

لكن يوجد بعض الأفراد المضطربين من يعتقدون أنّ العالم، وما فيه، من خلق وأحداث وأوضاع، لا بدّ أن يدور في أفلاكهم الشخصية الضّيقة للغاية، وهي صفة شخصية سلبية تكشف عن الوصول الى مرحلة خطيرة من ضيق الأفق.

ومن بعض علامات وأسباب هذا الاضطراب الفكريّ والتعقّد النفسيّ النرجسي، وكيفية الخروج من دائرته الضيّقة، نذكر ما يلي:

-ضيق الأفق الفطري والمكتسب: يرث بعض الأفراد تعساء الحظ ضيق الأفق من أحد أو كلا والديهم، وربما تلتصق هذه الصفة السلبية في عقولهم باختيارهم، أو بسبب سوء التربية الأسرية.

أو ربما فقط بسبب الجينات الوراثية، ويبدأون يمارسون حياتهم المضطربة ضمن نطاق نرجسي ضيّق لا تتجاوز فيه رؤيتهم للأمور حدود أصابع أقدامهم، ومن علاماتهم الرؤية النفقية.

- الإعجاب المفرط بالنفس: يفرط أحدهم الإعجاب في ما يعتبره وفق وجهة نظره الضيّقة سماته الشخصية المميّزة، حتى يتمركز نرجسياً حوله ذاته، ويبدأ يؤمن أنه هو فقط، ولا أحد آخر، الأكثر ذكاءً أو دهاءً أو بعداً في النظر، ويتقوقع فكرياً ثم نفسياً حتى ينغلق على نفسه تماماً، ويبدأ يتجشّم ما لا قِبَل له به بسبب ضعف تقديره للأمور، وعدم معرفته نفسه ولإمكانياته الحقيقية، فيبدأ يخطئ بشكل كارثي، ولن يخيب من يستشير!

-الانغمار الفكريّ والنفسيّ الكلّي: ينغمس أحدهم كليّة في وجهة نظره الضيّقة تجاه ما يوجد خارج نفسه، بينما يغيب عنه أي شيء آخر لا يستوعبه عقله الضيّق، فيبدأ يظنّ أنه الأكثر صواباً في الرأي، والأنجح في تحليل الأمور، لكن يغيب عنه ما يأثّر على حياته بشكل مباشر.

-الخروج من دائرة التقوقع الذّاتي: يعوّد الشخص الناجح حياتياً نفسه على التفكير الدوري خارج صندوقه الذهنيّ المغلق، ويحرص على ممارسة التفكير الموضوعي، ويستشير الآخرين عمّا يتحيّر حوله، ويكتب مذكّراته اليومية، ويراجعها بشكل دوري، لكي يتأكّد أنه يسير على الطريق الحياتي الصحيح.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار