عالقون فارون من الضربات الإسرائيلية في طريقهم لعبور الحدود الإيرانية- الأرمينية بالقرب من قرية أغاراك في بلدية ميغري بمقاطعة سيونيك في جنوب أرمينيا (أب)
طهران ترفض التفاوض قبل وقف العدوان... ولن تترك التخصيب... وعراقجي: ترامب يقود الحرب و"يخون" الديبلوماسية
- المرشد يقيم في ملجأ محصّن... ويعلّق وسائل الاتصال لتجنب تعقّبه... ومساعد موثوق حلقة الوصل الوحيدة مع قادته
- اغتيال قائد "فيلق القدس"... و430 قتيلاً و3500 مصاب منذ بدء الحرب... واعتقال 22 جاسوساً في قم
- طهران تغيّر ستراتيجية الرد... وتلجأ إلى "توازن جديد" باستخدام "صواريخ أكثر دقة وفتكاً"... وتعيد الاتصال بالإنترنت
طهران، عواصم - وكالات: كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أمس، أن المرشد الإيراني علي خامنئي أصدر توجيهاً استثنائياً لمجلس خبراء القيادة يتضمن اختيار ثلاثة من رجال الدين كمرشحين لخلافته في حال تعرضه للاغتيال، ناقلة عن مصادر إيرانية مطلعة أن خامنئي استعد لاحتمال اغتياله وسمّى خلفاءه في حال مقتله، وأفاد ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على خطط المرشد الطارئة المتعلقة بالحرب بأن خامنئي يتواصل مع قادة جيشه من خلال مساعد موثوق فقط، بعدما علّق استخدام وسائل الاتصال الإلكترونية لتقليل احتمالات تعقّبه، كما أنه يقيم حاليا في ملجأ محصن، وعين مجموعة من البدلاء ضمن سلسلة القيادة العسكرية تحسبا لمقتل مزيد من معاونيه المقربين.
وقالوا إن خامنئي سمّى ثلاثة رجال دين بارزين لخلافته في حال مقتله، واتخذ سلسلة من الإجراءات غير المسبوقة لحماية إيران، مضيفين أن كبار القادة الإيرانيين يعكفون بهدوء على وضع خطط لمواجهة مجموعة من السيناريوهات، مع اشتداد وطأة الحرب وتفكير الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إمكانية التدخل المباشر، مؤكدين أن اختراق منظومة القيادة الإيرانية أمر بالغ الصعوبة وأن سلسلة القيادة لا تزال تعمل رغم الضربات التي تلقّتها، ولا توجد مؤشرات على وجود انقسامات داخل الصفوف السياسية، موضحين أن خامنئي يدرك أن إسرائيل أو الولايات المتحدة قد تسعيان لاغتياله، وهي نهاية يعتبرها شهادة، ونظرًا لهذا الاحتمال اتخذ خطوة غير معتادة بإصدار تعليمات إلى مجلس خبراء القيادة المسؤول عن اختيار المرشد الأعلى، لاختيار خليفته سريعا من بين الأسماء الثلاثة التي سلّمها إليهم، حيث في الظروف العادية، قد تستغرق عملية تعيين مرشد أعلى جديد شهورا، حيث يختار رجال الدين مرشحا من بين قوائمهم الخاصة، لكن في ظل ظروف الحرب الراهنة، يريد خامنئي انتقالا سريعا ومنظّما للسلطة من أجل الحفاظ على إرثه، وأكد المسؤولون أن قادة إيران يركزون على ثلاثة مخاطر أساسية، محاولة اغتيال خامنئي، وتدخل الولايات المتحدة في الحرب، وتعرض منشآت البنية التحتية الحيوية كالسدود ومحطات الكهرباء ومصافي النفط والغاز لمزيد من الضربات المدمّرة.
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأنه هو من يقود الحرب ضد بلاده، قائلا على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول إن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل وخانت مسار المحادثات في جولتها السادسة، وتستخدم ورقة المحادثات للتغطية على الهجمات الإسرائيلية ضد بلاده، مشددا على أن طهران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم، ومعتبرا أنه بات من الصعب الجلوس على طاولة المحادثات مع الولايات المتحدة للتوصل إلى حل ديبلوماسي، مؤكدا أن بلاده تدافع عن نفسها ضد اعتداء غير قانوني وغير مشروع، ولا يمكن إجراء محادثات جديدة في ظلّ استمرار الهجمات والاعتداءات، مستدركا أن بلاده مستعدة للمفاوضات لكن يجب أن تتوقف الغارات الجوية الإسرائيلية لتحقيق ذلك.
ميدانيا، أعلن وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس اغتيال قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" محمد سعيد إيزادي، زاعما أنه كان يقود خلال السنوات الأخيرة خطة لتدمير إسرائيل عبر هجوم بري من جبهات عدة في وقت متزامن، وكان حلقة الوصل الأساسية بين "الحرس الثوري" وحركتي "حماس" و"الجهاد" في غزة، حيث قام بتمويلهما وتسليحهما، كاشفا أن عملية الاغتيال تمّت داخل شقة سكنية في مدينة قم الإيرانية، بينما أعلن جيش الإحتلال اغتيال قائد الوحدة الثانية للمسيّرات في الحرس الثوري أمين فور جودخي، واتهمه بتنسيق مئات الهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة من منطقة الأحواز باتجاه أهداف داخل إسرائيل، وقال جيش الإحتلال إن سلاح الجو نفّذ موجة من الضربات الجوية استهدفت مستودعات ومنصات لإطلاق الصواريخ في وسط إيران.
وبينما أعلنت وزارة الصحة الإيرانية سقوط 430 قتيلاً و3500 مصاب منذ الحرب مع إسرائيل، اعتقلت السلطات الإيرانية تسعة جواسيس لـ"الموساد" في محافظة بوشهر، وأعلن مسؤول محلي في قم اعتقال 22 شخصاً بتهمة التجسس لصالح الاحتلال، وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن سلاح الجو شنّ غارات على مواقع لتخزين وإطلاق الصواريخ في وسط إيران، فيما قالت وسائل إعلام إيرانية إن الدفاعات الجوية فُعّلت في طهران وأصفهان وعدد من المدن، بينها مشهد وبوشهر وكرمانشاه، وأُسقطت طائرة مسيرة في مدينة إيلام، وذكرت وكالة "مهر" أن أنظمة الدفاع تصدت لطائرات مسيرة إسرائيلية صغيرة فوق مدينة تبريز، وقالت السلطات الإيرانية إن غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في مدينة قم، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين، بينما أفادت وكالة "فارس" بأن أحد الأهداف كان موقعاً نووياً في أصفهان، من دون حدوث تسرّب إشعاعي.
من جانبه، نفى مسؤول إيراني رفيع المزاعم الإسرائيلية بشأن تناقص مخزون الصواريخ، مشددا على أن القوات الإيرانية غيرت خطتها الصاروخية، مستبدلة الكمية بالجودة، قائلا إن القوات الإيرانية بدأت في استخدام صواريخ دقيقة أكثر تطورًا لاستهداف مراكز عسكرية وأمنية حساسة بدلاً من إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ يومياً، كاشفا أن بلاده أطلقت صاروخًا اخترق بسهولة أنظمة ثاد وباتريوت ومقلاع داود والقبة الحديدية الأميركية، وأصاب الهدف المحدد مسبقًا، في إشارة إلى الضربات التي استهدفت الجمعة مقراً قرب وزارة الداخلية في حيفا، معتبرا أنه لا يجب أن تفرح إسرائيل بانخفاض عدد الصواريخ، مشيرا إلى وجود "توازن جديد"، مشددا على أن الشعب الإيراني يقف وراء الجيش ويدعمه.
وبينما اشتعلت النيران بمبنى في بيسان شمال إسرائيل، بعدما نجحت مسيرة في اختراق دفاعات الاحتلال للمرة الأولى، أعلنت السلطات الإيرانية إعادة اتصال الإنترنت بشكل كامل بالشبكة الدولية بعد انقطاع لنحو 62 ساعة، وقال وزير الاتصالات الإيراني ستار هاشمي، إنه اعتباراً من الساعة الثامنة مساء أمس، بالتوقيت المحلي، أعيد ربط الإنترنت الدولي في أنحاء البلاد كافة، كما أفاد موقع "نت بلوكس" المعني بمراقبة خدمة الإنترنت عالميا بعودة الخدمة جزئيا بعد أن أوقفتها الحكومة الإيرانية لمدة نحو 62 ساعة، مضيفا أن الخدمة لم تعد بشكل كامل وما زالت ضعيفة في بعض المناطق، ويمكن اعتبارها تحت المستوى العادي.