الاثنين 23 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
'الجنايات': جريمة قتل الموسوي انتقام... و'في القصاص حياة'
play icon
المحلية

"الجنايات": جريمة قتل الموسوي انتقام... و"في القصاص حياة"

Time
السبت 21 يونيو 2025
View
420
جابر الحمود
"السياسة" تنشر حيثيات حكم الإعدام على الجاني بعد إدانته مع سبق الإصرار والترصد
  • المحكمة: الجريمة اعتداء صارخ على الحق في الحياة ولا مجال للرأفة أو عذر للقاتل
  • ما صدر عن المتهم يمثل استخفافاً بالقانون والمجتمع ولا يمكن للمحكمة أن تتسامح معه
  • الحكم ترسيخ لسيادة القانون وحماية للمجتمع وردع لمن تسوّل له نفسه العبث بالأرواح

جابر الحمود

في قضية تعتبر واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها منطقة الجابرية، أصدرت محكمة الجنايات حكمها بإعدام المتهم بقتل المواطن هاني الموسوي عمدا مع سبق الإصرار والترصد، بعد ثبوت ارتكابه الجريمة بدافع الانتقام وبطريقة تنم عن إصرار وتصميم على إزهاق الروح دون مبرر قانوني أو شرعي. وتعود وقائع الجريمة إلى أبريل من العام 2023، حين أقدم المتهم على إطلاق النار على المجني عليه داخل منزله، مستخدما سلاحا ناريا غير مرخص أعده مسبقا، بعد أن ترصده وخطط لقتله. وأكدت المحكمة في حيثياتها أن المتهم عقد العزم على تنفيذ جريمته، وأعد السلاح وانتظر عودة الضحية من الخارج، ثم باغته بإطلاق ثلاث طلقات قاتلة، استقرت إحداها في صدره وأردته قتيلا على الفور.

تخطيط مسبق

وجاء في الحكم أن الجريمة لم تكن وليدة لحظة غضب أو دفاعًا عن النفس، بل كانت نتيجة تخطيط مُسبق وتفكير هادئ ومدروس، يدل على انتفاء أي اضطراب نفسي أو ضغط آنٍ لحظة ارتكاب الفعب، وقد حاول المتهم طمس آثار جريمته وإغلاق باب المنزل لمنع دخول أي شخص، ثم أطلق النار على المجني عليه من مسافة قريبة جدا، في مشهد مأساوي شهد عليه عدد من الجيران وأفراد الأسرة.

أعظم الجنايات

واعتمدت المحكمة في إدانة المتهم على ما ورد في تحقيقات النيابة العامة، وتقارير الأدلة الجنائية والطب الشرعي، التي أكدت أن العيار الناري استقر في القلب وأحدث نزيفًا داخليًا أودى بحياة المجني عليه، كما أكدت اعترافات المتهم في التحقيقات الأولية والجلسات، فضلاً عن مطابقة الرصاص المستخدم مع السلاح المضبوط في مسكنه.

ورأت المحكمة أن المتهم ارتكب جريمة من "أعظم الجنايات"، لما تمثله من اعتداء سافر على حق الإنسان في الحياة، وأن سلوكه يعكس استخفافا بالقانون والمجتمع، مشددة على أن ظروف الجريمة وسلوك الجاني ينفيان عنه أي عذر قانوني أو إنساني.

إرادة كاملة

وأشارت المحكمة إلى أن دوافع الجريمة تعود لخلافات سابقة بين المتهم والمجني عليه، لم يثبت أنها بلغت حد التهديد المباشر، ولم تُبرر بأي حال اتخاذ قرار القتل أو استخدام السلاح الناري.

كما رفضت المحكمة ادعاءات الدفاع بشأن اضطراب المتهم النفسي أو تعرضه للاستفزاز، مؤكدة أن تقرير الطب الشرعي لم يثبت تعرض المتهم لأي حالة تمنع مسؤوليته الجزائية، وأن ارتكابه الجريمة جاء بكامل إرادته ووعيه.

لا اضطراب نفسياً

وأضافت المحكمة في حيثياتها أن المتهم لم يكن واقعا تحت تأثير اضطراب نفسي، وأن اعترافه في التحقيقات الأولية كان واضحا وصريحا ومؤيدا بالأدلة الفنية، فضلاً عن شهادة ضابط المباحث ورجال الأمن الذين باشروا الواقعة، والذين أكدوا ضبط السلاح المستخدم داخل مركبة المتهم، إضافة إلى تطابق المقذوفات النارية مع فوارغ الطلقات المعثور عليها في مسرح الجريمة.

سبق الإصرار

وأكدت المحكمة أن الجريمة كشفت عن "خطورة سلوكية بالغة لدى الجاني"، تمثلت في استهانته بحرمة النفس البشرية، واستعداده للتخطيط والترصد والتنفيذ مع سبق الإصرار، وأن ما صدر عنه "يمثل استخفافا بالقانون والمجتمع والأعراف، ولا يمكن للمحكمة أن تتسامح معه أو تراه تحت مظلة الأعذار المخففة".

القصاص حياة

وأكدت المحكمة في ختام حكمها أن "القصاص حياة"، مستشهدة بالآية الكريمة:

"ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون" (سورة البقرة - الآية 179)، مشددة على أن حكمها جاء ترسيخًا لسيادة القانون وحمايةً لأمن المجتمع وردعًا لكل من تسوّل له نفسه العبث بالأرواح.

آخر الأخبار