الاثنين 23 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كيف تستفيد الكويت من جولة الصراع الحالي؟
play icon
كل الآراء

كيف تستفيد الكويت من جولة الصراع الحالي؟

Time
السبت 21 يونيو 2025
View
60
م. عادل الجارالله الخرافي

سؤال يخطر على بال كل متابع للوضع الحالي في الشرق الاوسط، وهو: ما هي المآلات التي يمكن ان تنتهي إليها المواجهات بين إسرائيل وإيران، وهل هناك من يستطيع هزيمة الآخر؟

لا شك أن هذا الصراع مستمر، وتختلف طبيعته بين حين وآخر، نسبة إلى التطورات الجانبية التي تحصل بين فينة وأخرى، لكن لا شك إن القدرات لكل الطرفين لها حضورها، العسكرية اولا، والاقتصادية ثانيا، والسياسية ثالثا، والديموغرافية رابعا.

وكل هذه ما يمكن تسميته ثوابت، لا يمكن إغفالها، لذا إن الجزم بانتصار طرف على اخر، ومن دون النظر إلى تلك العوامل، فيه الكثير من قصر النظر.

اضف إلى ذلك أن هذه المعركة لها خصوصيتها، الجغرافية، والديموغرافية، وكذلك الاطراف المنتظرة على ضفة النهر لتحصيل المكاسب لاحقا.

صحيح أن لدى اسرائيل اوراقا عدة رابحة، لكنها ليست كافية، فالتفوق الجوي والصاروخي، وكذلك التكنولوجي لا يحسم حرباً، والوصول إلى الاستخدام النووي في الحسم، دونه الكثير من العواقب، التي لا ترغب بها تل ابيب، ولا الدول الاخرى، لانها تعني لها نهاية مشروع الدولة اليهودية.

كذلك، لدى إيران اوراق رابحة ايضا، لكن دونها صعوبات عدة، لا يمكن تحقيقها بسهولة، بل تحتاج إلى امكانات ضخمة، وتسهيلات جغرافية، لم تعد متوفرة بعد سقوط نظام الاسد في سورية، كذلك عليها أن تحمي اصولها الرابحة التي تساعدها على الوصول إلى طاولة المفاوضات من دون خسارة كبرى، او إضعاف النظام إلى الحد الذي يسقط بعد اشهر من انتهاء المعركة.

لذا فإن الميزان يبدو متكافئاً بين الطرفين، وإن الخسائر متوازنة بينهما، وليست الشعارات التي يطلقها كلاهما واقعية، فلا "الشرق الاوسط الجديد، ولا تغيير العالم" الذي يطرحه رئيس وزراء اسرائيل واقعيا.

وكذلك الشعارات المرفوعة من إيران ليست واقعية، لان دونها الكثير من العقبات، وهي تدخل ضمن الحرب النفسية، لذا فإن دخول طرف وازن إلى هذا الجانب او ذاك، يحسم المعركة، لكنه في الوقت ذاته يعقد الوضع اكثر، خصوصا من جانب الولايات المتحدة التي يبدو أنها هي تريد حسم الامر بحرب طاحنة، لكن لديها محاذير عدة.

في كل هذا تؤدي الديبلوماسية دوراً محورياً في الصراع، فإيران تسعى إلى تقويض السياسة الإسرائيلية من خلال التلاعب بالمواقف الدولية، بينما تسعى إسرائيل إلى تعزيز موقفها من خلال تحالفات مع دول، غربية وعربية، وهذه الجوانب تعكس صورة معقدة، فقد تؤثر على مجريات الأمور في هذه المواجهة.

في كل هذا علينا ان نعمل بحكمة في المآلات التي ستنتهي اليها هذه الجولة من الصراع، وأن نعمل على تحييد بلدنا بما يوفر له المزيد من حرية الحركة، والاستفادة من التطورات بما يناسب توفير القوة للقرار الاقتصادي والسياسي للكويت مستقبلا.

آخر الأخبار