الثلاثاء 24 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
يَا طَبيبُ طِبَّ لنَفْسِكَ!
play icon
كل الآراء

يَا طَبيبُ طِبَّ لنَفْسِكَ!

Time
الأحد 22 يونيو 2025
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ" (البقرة 44).

يشير المثل عنوان المقالة الى ذلك الانسان الأخرق، الذي يدّعي علماً لا يحسنه، لا سيما من يُدمن نصح وتذكير الناس عن أمور، وسلوكيّات أخلاقية لا يمارسها هو نفسه، وهو كما قالت العرب قديماً "خرقاء عيّابة"، وهو شخص أحمق يعيب الآخرين وينسى عيوبه ومثالبه.

ومن بعض أسباب انغماس بعض الأفراد في وعظ وتطبيب ونصح وإرشاد الناس، مع كونهم الأكثر احتياجا للإصلاح، نذكر ما يلي:

-الإعجاب المفرط بالنفس: يُعجب أحدهم بنفسه بشكل مبالغ، فينشأ عنده ثقة مفرطة بالذّات، لا تستند على قدرات شخصية حقيقية، ويصل المعجب بنفسه إلى درجة متقدّمة من الغرور، ويبدأ يعِظُ وينصح ويُرشِد من تلقاء نفسه، بسبب اعتقاده المزيّف أنه الأفضل، وهو طبيب يطبّب الناس، وهو مريض.

-علم بسيط وتَّفْكِير سطحي: يكتسب أحد مدّعيّ الصلاح والمثالية الأخلاقية علماً بسيطاً يرتكز على معلومات عامة وضئيلة، ما يُسبّب عنده تفكيراً سطحياً تافهاً، فيبدأ يُرشِد الآخر، وهو نفسه في أمس الحاجة الى الإرشاد، لكن بسبب سطحية وسذاجة تفكيره، لا يرى هذا النوع من المتقوقعين على أنفسهم مثالبهم وعيوبهم.

-الخوف من مواجهة النفس: يفرِط احدهم في تشخيص و"تطبيب" ومداواة سلوكيّات وشخصيات الآخرين، لخوفه الشديد من مصارحة نفسه، ومواجهتها حول عيوبها الصّارخة والواضحة للعيان، وكلما زاد ابتعاده عن مصارحة نفسه بعيوبها، كلما أفرط هذا النوع من الأفراد المضطربين نفسياً في نصائحهم الكاذبة.

-الانفصال عن الواقع: يتسبّب الاعجاب المفرط بالنفس والتفكير السطحي، والخوف من مواجهة النفس، بالانفصال عن الواقع، فيبدأ يظنّ أحد الأفراد المنغمسين بشكل أحمق في نصحهم وتطبيبهم، وتشخصيهم لأخلاق ولسلوكيّات الناس، أنهم يعرفون كل شيء عن الحياة الانسانية، وهم وفقاً للمثل العربي القديم"إنْ كُنْتَ ذا طُبٍّ فَطُبَّ لعَيْنَيْكَ".

اِسْتِصْغَار الناس: يستصغر ويستهين أحدهم بالناس الآخرين، فيبدأ ينظر إليهم، ويتعامل معهم، وكأنهم أقلّ فطنة وحكمة منه، وستلاحظه يستعمل كلمات وإيماءات جسدية تصغيريّة ،وفجّة، تكشف عن استهانته بالآخر، ومن يستصغر بني البشر لا بدّ أن يكون صغير النفس في جوهره.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار