حوارات
يداري المرء الناس عندما يخالطهم، ويتودّد إليهم، ويحسن التعامل معهم، وعندما يلاطفهم ويرفِق بهم، ليس بسبب خوفه منهم أو لمداهنتهم، لكن لأنّ مداراة الناس في عالم اليوم المضطرب، ليست نصف العقل فقط، ولكنها عين العقل (البصيرة).
ومن بعض عواقب عدم مداراة الناس، نذكر ما يلي:
-الحدّة في التعامل مع الناس تورث الرغبة في الانتقام، إذ يتشدّد أحدهم في التعامل مع عامة الناس بسبب تكبّره، وعنجهيته، وإعجابه المفرط بنفسه، ربما بسبب خشونة طبعه، فيورث في قلوبهم الحقد والرغبة في الانتقام منه.
إذ لا يقبل الانسان العادي أن يتعرّض إلى أي نوع من الازدراء، لا سيما ممن هو مساوٍ له، والعاقل يدرك تماماً العاقبة الوخيمة لاستعمال الحدّة والقسوة في التعامل مع الانسان الآخر، فأغلب الناس تنظر في أنفسها شأناً.
-عدم مداراة الناس تشوّه سمعة الأسرة: يتوجّب على أعضاء الأسرة الواحدة نصح وإرشاد ابنهم، أو ابنتهم، الأفظاظ في التوقّف عن التعامل السيىء مع الناس، لكي لا تتشوّه سمعة الأسرة في بيئتها الاجتماعية.
فالسمعة السيّئة في هذا السياق تعمّ وتُخفي تدريجياً مناقب الاسرة أو العائلة، وإذا لم ينجح أعضاء الأسرة الواحدة في ردع أحد أعضائها عن سلوكه السيّئ مع الآخرين، فحري بهم الإعلان عن أن فلاناً المتكبّر، أو المتعجرف لا يمثّلهم، وأنهم يرفضون جفاءه وخشونة طبعه، وسوء أخلاقه.
-الغطرسة والعجرفة تأتي بنتائج عكسية: ينتج عن ممارسة سلوكيّات الغطرسة (الترفّع على الآخرين)، والعجرفة (احتقار الناس)، عواقب سلبية للغاية تضرّ بشكل مباشر الشخص المتغطرس والمتعجرف، ومنها على سبيل المثال تفادي الصالحين في المجتمع مخالطة المتكبّر، وحرمانه نفسه من العلاقات الاجتماعية البنّاءة، ورفض الناس العقلاء الاجتماع معه في مجلس واحد، وتشوّه سمعة أسرته بسبب جفائه، ونفور الناس ممّن يزدريهم، ما يؤدّي في أحيان كثيرة الى تفكّك الأسرة ولو بعد حين.
-لا مروءة لمن لا يداري الناس: يُكرم صاحب المروءة الناس ويلاطفهم، ويتجنّب ما يستطيع استفزازهم أو استعداءهم، لأي سبب كان، ومن المروءة مراعاة الأحوال، محاسن الأخلاق قدر المستطاع، فلعل وعسى.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@