ضمن جهوده المستمرة لتعزيز بيئة العمل الاحترافية وبناء قدرات العاملين في القطاع المالي والاستثماري، نظّم اتحاد شركات الاستثمار برنامجا تدريبيا متخصصا من خلال ذراعه التدريبية مركز دراسات الاستثمار، بعنوان "مهارات التفاوض"، قدّمته الدكتورة أريزو حراف، الخبيرة في مجالات القيادة الستراتيجية وإدارة التغيير والتفاوض المؤسسي.
هدف البرنامج إلى تزويد المشاركين بأسس التفاوض الفعّال في بيئات الأعمال المتنوعة، حيث تناول المبادئ الجوهرية لعملية التفاوض، وأوضّح الفرق بين الأسلوب التوزيعي الذي يركّز على تحقيق المكاسب الفردية، مقابل الأسلوب التكاملي الذي يسعى لتحقيق نتائج "رابح-رابح" لكافة الأطراف. هذا التفريق يكتسب أهمية خاصة في بيئة الأعمال التي تتطلب شراكات طويلة الأمد وحلولاً مبتكرة.
استعرض البرنامج المراحل الأساسية لعملية التفاوض، بدءاً من مرحلة التحضير والتخطيط، مروراً بفتح الحوار وبناء الثقة، ثم مرحلة المناقشة والمساومة، وصولاً إلى مرحلة الإغلاق وتنفيذ الاتفاق. كما تم التطرق إلى تقنيات معاصرة مثل تحليل BATNA (أفضل بديل لاتفاق تفاوضي) وZOPA (منطقة الاتفاق الممكن)، وهي أدوات مهمة تساعد على تقييم الخيارات واتخاذ قرارات مدروسة.
وشملت محاور البرنامج التركيز على مهارات الاستماع النشط والتواصل المتعاطف، حيث يشكّلان حجر الزاوية في أي عملية تفاوض ناجحة. وقد أوضحت المحاضِرة أن التفاعل الإنساني مع الطرف الآخر، وفهم احتياجاته ومشاعره، يسهم في بناء الثقة، وتفادي سوء الفهم، وخلق مناخ إيجابي للحوار.
وصرّحت الأمين العام لاتحاد شركات الاستثمار قائلة: "نحرص في الاتحاد على تمكين الكوادر الوطنية والشركات الأعضاء بأدوات تفاوض احترافية تعزز من قدرتهم على اتخاذ قرارات ستراتيجية مبنية على المعرفة والمهارة. ويأتي هذا البرنامج ضمن سلسلة من البرامج التدريبية التي نعدّها لتطوير رأس المال البشري في القطاع الاستثماري، وتحقيق قيمة مضافة للشركات التي نُمثلها".
من جانبها، أعربت الدكتورة أريزو حراف عن سعادتها بالمشاركة، قائلة: "كان من دواعي سروري أن أقدم هذا البرنامج لشركات الاستثمار. لقد كان التفاعل عالي المستوى، ويعكس إدراكًا عميقًا لأهمية التفاوض في بناء علاقات مهنية قوية واتخاذ قرارات مؤثرة في عالم المال والأعمال. مثل هذه الورش تشكل بيئة مثالية لتبادل المعرفة والتجارب، وتعزيز التفكير الستراتيجي".