الخميس 26 يونيو 2025
43°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
'الإخوان' وضياع البوصلة
play icon
كل الآراء

"الإخوان" وضياع البوصلة

Time
الثلاثاء 24 يونيو 2025
View
70
حمد سالم المري
صراحة قلم

منذ نشأة "الإخوان المفلسين" حتى يومنا هذا، دائما يقفون في الجانب الخاطئ في الأحداث التي تعصف بالمنطقة، وكأن بوصلتهم معطلة، لا توجههم إلى الاتجاه الصحيح، ولهذا نراهم يكررون الخطأ نفسه كلما وقع حدث ما.

وقفوا إلى جانب الاحتلال العراقي للكويت عام 1990، وتضامنوا مع المقبور صدام حسين، وعزوا إيران بمقتل قائد "فيلق القدس"، قاسم سليماني، وزعيم "حزب الله" حسن نصر الله، اللذين تلطخت أيديهما بدماء الشعب السوري، والعراقي، وايدوا حماقة "حماس" التي سموها "طوفان الأقصى"، التي راح ضحيتها نحو ستة وخمسين ألف قتيل، ونحو 113274 جريحا، الكثير منهم أصبحوا معوقين، وتدمرت غزة، وتشرد شعبها بسبب هذا "الطوفان" المزعوم، ولا تزال بوصلة "الإخوان" معطلة بإصرارهم على أن "حماس" انتصرت فيه.

لم يستفد "الإخوان" من هذه الأخطاء التي وقعوا فيها، لتصحيح مسارهم، بل العكس، أصروا، واستكبروا على مواصلة تكرار هذه الأخطاء، فنشروا بيانا يدعمون فيه إيران، ويقفون إلى جوارها في حربها الحالية مع إسرائيل، ناعتين قتلاها بالشهداء، زاعمين أن هذا العدوان الإسرائيلي على إيران هو مرحلة جديدة من العدوان على فلسطين، بعدما شعرت إسرائيل والدول الغربية، التي تدعمها بالهلع بسبب الهزيمة التي تلقتها دولة الاحتلال في السابع من أكتوبر 2023، عند انطلاق شرارة "طوفان الأقصى".

لا أعلم هل "الإخوان" يعيشون واقعنا الحالي، وما نشاهده من تدمير لغزة، وإطلاق يد الجيش الإسرائيلي فيها تقتيلا وتشريدا، وتصفية قيادات "حماس" العسكرية والسياسية، أم أنهم يعيشون في انفصام تام عن الواقع، لهذا اعتبروا حماقة جماعتهم "حماس" في السابع من أكتوبر نصرا؟

أم أنهم ظهروا على حقيقتهم كونهم الذراع العسكرية الثاني لإيران في المنطقة حالهم حال "حزب الله"، وأنهم يعملون وفق تعليمات ملالي طهران، وأن مرشدهم العام هو نائب للمرشد الأعلى؟

هل تناسى "الإخوان" ما فعلته إيران في المنطقة منذ انتصار الثورة الخمينية في إيران عام 1979، حتى يومنا هذا، ألم تتورط في تفجيرات مصافي البترول في الكويت عام 1983، وكذلك تفجيرات المقاهي عام 1985، واختطاف طائرة "الجابرية" عام 1988، وتفجيرات الحرم المكي عام 1989، وتفجيرات مدينة الخبر السعودية عام 1996، وإشعال الشغب في البحرين عام 2011، وتورطها في إرسال خلية تجسس إلى الكويت عام 2010، وأيضا دعمها لـ"خلية العبدلي" التخريبية عام 2015؟

هل "الإخوان" يرون هذه الأفعال اختلاف وجهات نظر، حتى يتساموا عليها، ويغضوا الطرف عنها، حتى تجتمع الأمة الإسلامية مع إيران؟

هل يرى "الإخوان" أن سب وشتم الصحابة (رضي الله عنهم)، هو اختلاف مذهبي يمكن تجاوزه للوصول إلى أرض مشتركة من التفاهم العقائدي، أم أنهم يرون أن وقوفهم إلى جانب إيران كونهم أحد أذرعتها في المنطقة ولا بد دعمها؟

نحن لا نؤيد أي اعتداء على أي دولة، سواء أكانت عربية، أو غير عربية، لكننا في الوقت نفسه، لا نقف إلى جانب إيران التي تلطخت يدها بدماء العرب المسلمين في سورية، والعراق، ولها مواقف تخريبية عدائية في المنطقة، ولا نقف إلى جانب إسرائيل المحتلة لفلسطين التي تلطخت يديها بدماء أهل فلسطين، بل ندعو الله أن يهلك الظالمين بالظالمين، ويخرجنا من بينهم سالمين.

al_sahafi1@

آخر الأخبار