الجمعة 27 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
هل نشهد تحرير فلسطين قريباً؟ (2)
play icon
كل الآراء

هل نشهد تحرير فلسطين قريباً؟ (2)

Time
الأربعاء 25 يونيو 2025
View
50
محمد الفوزان
قصص إسلامية

في يوم الجمعة الموافق 2 أكتوبر 1187 ميلادية دخل المسلمون بيت المقدس، في ذكرى ليلة الاسراء والمعراج. وابدى صلاح الدين كرماً جماً وتسامحاً فريداً في معاملة الصليبيين، فرفض اقتراح بعض المسلمين بهدم كنيسة القيامة، واطلق سراح الفقراء من اليتامى والارامل والشيوخ دون فداء.

وقد تعجب المسلمون من تصرف بطريرك بيت المقدس الكاثوليكي هرقل، الذي أخذ كل أموال الكنيسة ونزع الذهب الذي عن القبر المقدس، ثم دفع عن نفسه عشرة دنانير، دون أن يعبأ بآلاف الصليبيين، بل وطمع في كرم الايوبي، وطلب منه أن ينعم عليه ببعض الأسرى ليعتقهم، فأنعم عليه بسبعمئة أسير.

شرع صلاح الدين في إزالة ما اقامه الصليبيون من صور ونقوش داخل المسجد الاقصى وقبة الصخرة، ومحراب الأقصى، وبعدها امر بغسل المسجد وقبة الصخرة بماء الورد.

وأُقيمت أول خطبة جمعة، في المسجد الأقصى بعد تحريره في الرابع من شعبان سنة 583 هجرية، والقى الخطبة القاضي محيي الدين بن زكي الدين.

هل اقترب تحرير فلسطين؟

لا شك لدي أنه سيأتي يوم نعيد فيه بهاء القدس، كما اعاده صلاح الدين الايوبي، أتدرون كيف أعاده؟ كتب له شاب أسير لدى مملكة بيت المقدس الصليبية رقعة جاء فيها "يا أيها الملك الذي لمعالم الصلبان نكس

جاءت إليك ظلامة تسعى من البيت المقدس

كل المساجد طُهّرت وأنا على شرفي منجس".

ثم كتب في آخر الرسالة: "نشتاق لنسمع الأذان من الأقصى".

فبكى صلاح الدين، وجعل أولى مهماته تحرير فلسطين، فانطلق سنة 583 هجرية، ووجد في بيت المقدس ما يزيد عن 60 ألف رومي، كلهم يرى أن يموت أهون عليه من تسليم الاقصى، فكيف استطاع صلاح الدين أن يصنع من ضعف المسلمين قوة، ومن انقسامهم وحدة حتى واجه اوروبا كلها، وأزال ما أمكن من بقايا الحملتين الصليبيتين، ورد الحملة الثالثة الهائلة التي رمته بها أوروبا؟

بالسلاح الوحيد الذي لا ينفع في هذا المقام غيره، بالايمان والالتزام بتعاليم الإسلام وبالعدالة، تمسك بالدين وعبأ الأمة على الالتزام بالدين، وأقام دولته على التمسك بالاسلام، ونشر العدل والمساواة، وقضى على الفساد في كل نواحيه، وقرب أهل العلم والدين فكانوا بطانته ومستشاريه وخاصته علماء وإعلام العصر، بل كان كلما نزل بلداً دعا علماءه، ومن كان لا يأتي على أبواب السلاطين أخذ أولاده وذهب إليه، مثلما ذهب إلى الحافظ الأصبهاني في الاسكندرية، وكان يقيم الحق، ولا يبالي ولا يحابي أحداً، خاض 74 معركة في مدة ولايته على الشام، وفي اقل من 19 سنة حتى نظف البلاد من الاشرار، ثم ابتدأت سلسلة المعارك الهائلة، حروب ما عرفت مثلها أرض فلسطين وديار الشام.

حروب استعملت فيها المنجنيقات التي تقذف الصخور الهائلة كالمدافع الثقيلة اليوم، والسهام المتلاحقة كالرشاشات اليوم، يمهد للمعركة بآلاف القذائف، وبالضرب الذي يستمر يومين وثلاثة، واستعملت الاكباش وهي عربات ضخمة مصفحة لها رأس ثقيل ينقب الاسوار، والدبابات، وهذا هو اسمها القديم، وكانوا يتفننون فيها، حتى اخترع الافرنج في حصار عكا دبابة ثقيلة صنعوا منها ثلاثاً، في كل منها اربع طبقات، فجاءت أعلى من السور، وحصنوها بالحديد والجلود المسقاة بمواد تمنع الحريق، ولم تؤثر فيها قذائف المسلمين، ولا النار اليونانية، وجزع المسلمون وخافوا، فقال لهم صانع من دمشق هو ابن شيخ النحاسين: أنا أصنع لكم ناراً تحرقها، واستُمهل يومين، ثم صنع أشياء وخلطها ووضعها في قدور ثلاث وألقاها فانفجرت كالقنابل بمثل دوي الرعد، واحرقت الدبابات وكبّر المسلمون، وكان يوماً عظيماً.

لقد كانت للصليبيين دول استمرت اكثر من 100 سنة في الشرق الاوسط، فأين تلك الدول؟

إن الامة التي أخرجت صلاح الدين وهي في أسوأ حال، لا تعجز عن أن تخرج اليوم مثل صلاح الدين، وأن نكبة فلسطين بالصليبيين كانت أشد بمئة مرة من نكبتها بالكيان الصهيوني، وقد مرت وانتهت، فهل تشكون في أننا سنستعيد فلسطين؟

وإني والله أرى إرهاصات النصر قد اقتربت كثيراً ولاحت، وأن وعد الله قد اقترب يقول تعالى في سورة الإسراء:"وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرا". صدق الله العظيم

إمام وخطيب

[email protected]

آخر الأخبار