بوضوح
مع بداية موسم الصيف، تتجدد طاقة الشباب، وتتسع مساحات الفراغ والطموح، وتبدأ المؤسسات والجهات المختلفة في إعداد برامجها ومبادراتها الصيفية.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه كل عام: هل ما يُقدَّم للشباب يعكس رؤيتهم ويخدم تطلعاتهم، أم أنه مجرد استهلاك موسمي لجهودهم دون استثمار حقيقي في إمكاناتهم؟
إن الحديث عن تمكين الشباب لا ينفصل عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فهما في جوهرهما يعنيان الاستمرارية والتجدد، والقدرة على صناعة الأثر.
إلا أن الواقع أحياناً يُظهر اختلالاً في هذه العلاقة، حين يتم اختزال دور الشباب في تنفيذ المهمات لا في صناعتها، وفي الحضور الشكلي، لا في الحضور الفاعل.
نُدرك أن كثيراً من الجهات تحرص على إشراك الشباب، لكن ما ينقصنا هو التمكين، الفاعل والمستقر للعمل التطوعي الشبابي، الذي لا ينبغي أن يتغير بتغير المواسم أو الأشخاص، بل يحمل رؤية واضحة، ويُدار بكفاءات شبابية تُمنَح الفرصة والمسؤولية.
وهنا يأتي دور الهيئة العامة للشباب، فهي الأقدر على احتضان هذه الفكرة، وتحويلها إلى كيان قائم بذاته، تنسّق جهود المتطوعين، وتُوفّر التدريب، وتُقيّم الأثر، وتُحوّل العشوائية إلى عمل منظم، والموسمية إلى ديمومة.
رسالتنا في هذا الصيف لكل شاب وشابة: لا تُرهقوا طاقتكم في أنشطة لا تضيفون فيها شيئاً، وابحثوا عن مبادرات تُعبّر عن قيمكم، وتُنمّي قدراتكم، فأنتم لستم فقط "مستقبل الوطن"، بل أنتم "صوته الحي" في الحاضر.
وللمؤسسات نقول: أنصتوا للشباب بصدق، لا تستهلكوا حضورهم، بل استثمروا في وجودهم، فهم طاقة لا تنضب، إذا وُضعت في مكانها الصحيح.
الصيف فرصة للتجديد، فلنُحسن استثمارها نحو شبابٍ واعٍ، وعملٍ ناضج مستدام، ومجتمعٍ أقوى.