حين ارتكب القرامطة أبشع مجزرة في تاريخ الحج

حديث الأفق

بينما كان المسلمون منشغلين بحياتهم خطّط قرمط لهجومه

في "يوم التروية" اقتحموا الحرم المكي وقتلوا الحجيج

اقتلعوا الحجر الأسود وحملوه معهم إلى "القطيف"

سنّوا الحج إلى "الجش" لكن الناس رفضوا ذلك

العزيز بالله الفاطمي هدّد بغزوهم فخافوا وأعادوا الحجر

في التاريخ الكثير من القصص عن جماعات إرهابية ارتكبت الفظائع، ومنها القرامطة، هذه الجماعة التي لم تكن تعرف طريقا إلى الله، ولا الدين السمح، فقد ارتكبت أكبر مجزرة في تاريخ الحج، وقتلت فيها 30 ألف حاج، وكذلك سرقوا الحجر الأسود من الكعبة المشرفة، وأخفوه 22 سنة.

وهذه الجريمة الكبرى ارتكبها القرامطة في عهد أبو طاهر القرمطي.

ففي ليلة حالكة من التاريخ الإسلامي، برز رجل غامض يدعى حمدان بن الأشعث الأهوازي، وكان يلقب بـ"قرمط" لقصر قامته، وخطواته التي كانت متقاربة، وتترك أثراً مميزاً على الأرض. قرمط هذا كان نواة لحركة خطيرة غيرت وجه العالم الإسلامي، بينما كان المسلمون منشغلين بحياتهم، كان قرمط يخطط لأبشع مجزرة في التاريخ الإسلامي، وقد جعل الدين غطاءً له، وأنه يدافع عن المساكين والفلاحين، فصدقه الناس، وأسس ما عرف لاحقا "حركة القرامطة".

وفي عام 317 هجرية، كانت مكة مليئة بالحجاج، في يوم التروية، فجاء القرامطة، واقتحموا الحرم المكي بقيادة أبو طاهر القرمطي، لتبدأ واحدة من أبشع المجازر في التاريخ، وأخذت سيوفهم تنهال على الحجاج بلا رحمة، وسط الصرخات، فيما الدماء غطت الأرض، وكان في صحن الطواف ما يزيد على 30 ألف حاج قتلوا بلا رحمة.

بعدها توجهوا إلى الكعبة وخلعوا بابها، ومزقوا كسوتها، وسرقوا كنوزها، واقترب القرمطي من الحجر الأسود، وأمر الرجال بأن يحطموا مكانه، ويقتلعوه بالقوة، وحملوه معهم إلى القطيف.

وقف أبو طاهر القرمطي أمام الكعبة ساخرا، ونظر إلى السماء وظل يضحك بصوت عالٍ، وهو يقول: أين الطير الأبابيل، أين الحجارة من سجيل؟ وأمر بأن ترمى جميع الجثث في بئر زمزم حتى امتلأت البئر.

أما بالنسبة للحجر الأسود فوضعوه في بيت، وأطلقوا عليه "كعبة القرامطة"، وقالوا للناس "هنا حجكم"، وكانوا أيضا يعترضون قوافل الحجاج المتجهة إلى مكة.

حدث الهجوم القرمطي على الكعبة يوم التروية، فأغار القرمطي على مكة والناس مُحرِمون، واقتلع الحجر الأسود، وأرسله إلى هَجَر، وحاولوا أيضا سرقة مقام إبراهيم، لكن أخفاه السدنة، وفي 318 هجرية سنّ القرامطة الحج إلى "الجش" في القطيف، وأمروا سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان، ولكن الأهالي رفضوا تلك الأوامر، فقتل القرامطة أناساً كثيرين من أهل القطيف.

منذ تلك اللحظة أصبحت مكة المكرمة مكسورة القلب، والكعبة المشرفة من دون حجر أسود، والناس لم تحج طوال 22 سنة حتى بعض العلماء أجازوا إسقاط فريضة الحج عصمة لدمائهم.

وظل الحجر الأسود معهم في الأحساء لمدة 22 سنة، يطوف الناس حول الكعبة، ولا يجدون الحجر الأسود، حتى هدد الخليفة العزيز بالله الفاطمي في مصر القرامطة أن يُسيِّر لهم جيشاً إلى الأحساء ليعيد الحجر الأسود، فخافوا على ملكهم في الأحساء، وأعادوا الحجر الأسود إلى مكة سنة 339 هجريا.

أما بالنسبة لأبي طاهر القرمطي الذي دنس بيت الله، وسخر من آياته، فقد أصيب بمرض الجدري، وتعفن جسده ولحمه صار يتناثر بالدود وتقطعت أوصاله حتى مات، قبحه الله.

نكشات

يقول شكسبير: إذا أردت أن تخسر الناس صارحهم وقل للأعور أنت أعور، وإذا أردت أن تكون مكروها قل كلمة حق، وإذا أردت أن تكسب الناس كن منافقاً.

خمسة لا ضرر في خسارتها، وزنك الزائد، وضرسك الفاسد وصديقك الجاحد، وجارك الحاسد، وقريبك الحاقد... فإن بعض الخسائر أرباح.

سألت السعادة متى تسكنين القلب؟ فقالت إذا توافرت فيه ثلاث، عدم الحزن على ما فات، وعدم القلق على ما هو آت، والرضى بما قسمه رب السماوات.

في الشدة يقاس الصبر، وفي النقاش يقاس العقل، وفي المواقف يقاس البشر.

نصيحة لوجه الله: لا تدخل في معارك مع أرحامك وأقاربك، فالمنتصر فيها مهزوم، ثم يتوارث هذه الهزيمة الأبناء والأحفاد.. تذكر أن الدنيا لا تدوم لأحد، والفائز من يغادرها والناس تذكره بالخير.