طهران: واشنطن وتل أبيب فشلتا في إجبارنا على الاستسلام والمرافق الذرية "تضررت بشدة"
- الرئيس الأميركي: عملاء إسرائيليون بـ"فوردو" أكدوا دمارها... وضربتنا أنهت الحرب كما في هيروشيما وناغازاكي
- ويتكوف: واشنطن تجري محادثات سلام مع طهران بشأن اتفاق سلام دائم... والبرلمان يعلق التعاون مع الوكالة الدولية
طهران، لاهاي، واشنطن، عواصم - وكالات: أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل جيد جداً ويسير على ما يرام، مشدداً على أنه لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي، مؤكدا خلال لقائه بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في قمة "الناتو" في لاهاي أن الضربة الأميركية دمرت المواقع النووية الإيرانية بالكامل، مشددا على أن الضربة على إيران أنهت الحرب كما حدث في هيروشيما وناغازاكي، مهددا بأن بلاده ستقصف إيران مجددا إذا عادت لبناء برنامجها النووي. وبينما هدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه إذا سعت طهران لإعادة بناء برنامجها النووي فإن تل أبيب ستكرر ما قامت به، زاعما أن بلاده حققت "انتصارا تاريخيا" ونجحت في تدمير البرنامج النووي الإيراني، شدد الرئيس الأميركي على أن الضربات ألحقت دمارا شاملا بمواقع إيران النووية وأن هناك وسائل إعلام تحاول التقليل من قيمة الضربة الأميركية، قائلا إن القدرات النووية والصاروخية الإيرانية تراجعت لعقود وأن إيران كانت لديها الكثير من الذخائر لكنها دمرت، مضيفا أن هناك علاقات تجمع الولايات المتحدة مع إيران بشكل أو بآخر، لكنه رغم هذا لن يسمح لها بتخصيب اليورانيوم، لافتا إلى أن صواريخ "توماهوك" قضت على المنشآت النووية الإيرانية، مستبعدا أن تكون إيران تمكنت من نقل أي مواد من المنشآت، مؤكدا أن القنابل الأميركية تسببت بدمار كامل في منشأة "فوردو" النووية وأن بلاده حققت انتصارا كبيرا، كاشفا أن عملاء إسرائيليين كانوا في "فوردو" بعد الضربة وتأكدوا من الدمار الشامل، قائلا إن إسرائيل تضررت بشكل كبير من صواريخ إيران الباليستية.
وبينما أقرت إيران بأن منشآتها النووية تضررت بشدة، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن المنشآت "تضررت بشدة" بسبب الضربات الأميركية، اعتبر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن العملية الأميركية تجاه منشآت إيران النووية "باهرة وخالية من العيوب"، كما جدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو التأكيد على فاعلية الضربات، قائلا إن أضرارا كبيرة وجوهرية طالت مجموعة متنوعة من ركائز البرنامج النووي في إيران، مشددا على أن طهران باتت أبعد أكثر من أي وقت مضى عن السلاح النووي، واصفا التقارير بشأن التقييم الاستخباراتي لوكالة استخبارات الدفاع "دي آي إيه" ، ذراع الاستخبارات الرئيسية لـ(البنتاغون) وواحدة من 18 وكالة مخابرات أميركية، بأنها كاذبة ولا تعكس الصورة الكاملة للواقع، كما نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الأمر، واصفة التقييم المزعوم بأنه "غير صحيح تماماً".
من جانبه، كشف المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن الولايات المتحدة بدأت محادثات "واعدة" مع إيران بشأن اتفاق سلام دائم، قائلا "نتحدث بالفعل مع بعضنا البعض، ليس فقط بشكل مباشر، ولكن أيضا من خلال محاورين"، مضيفا أن الاتفاق المحتمل سيتضمن امتلاك إيران لبرنامج نووي مدني، ولكن دون تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، مؤكدا أن أجهزة الطرد المركزي في "نطنز" و"فوردو" تضررت أو تم تدميرها بطريقة تجعل من شبه المستحيل إعادة إحياء البرنامج النووي.
في المقابل، أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان استعداد إيران لحل القضايا مع الولايات المتحدة ضمن الأطر الدولية المتعارف عليها، بينما أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن إسرائيل والولايات المتحدة فشلتا في إجبار بلاده على الاستسلام دون قيد أو شرط والتخلي عن برنامجها النووي بالكامل، واصفا في جلسة لمجلس الأمن الدولي، مزاعم إسرائيل أن برنامج طهران النووي السلمي يشكل "تهديدا وشيكاً" لتبرير هجماتها بأنها لا أساس قانوني ولا واقعي لها، وان إسرائيل الوحيدة في المنطقة التي لم تُعلن امتلاكها أسلحة نووية وليست طرفًا في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وتتهرب من عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على النقيض من بلاده التي يخضع برنامجها النووي لأشد عمليات التفتيش صرامة، مشددا على أن إيران ما تزال ملتزمة بالديبلوماسية والحلول السلمية على الرغم من العدوان والموقف غير البناء للدول الأوروبية، قائلا إن إيران لم تبدأ الحرب، وعندما أوقف المعتدون هجماتهم أنهت إيران ردها العسكري المشروع، ولكنها لن تغض الطرف عن الوعود الكاذبة والمعايير المزدوجة. من جانبه، صادق البرلمان الإيراني على مشروع قانون يلزم الحكومة الإيرانية بتعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال رئيس المجلس محمد باقر قاليباف إن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعلق تعاونها مع الوكالة الدولية إلى أن يتم ضمان أمن المنشآت النووية الإيرانية، وستواصل أنشطتها النووية السلمية بوتيرة أسرع، مضيفا أن العدو فشل في تحقيق أهدافه بإيقاف أنشطة تخصيب اليورانيوم والبرنامج الصاروخي، منتقدا الوكالة الدولية التي لم تدن ولو بشكل ظاهري الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، بينما دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي إلى استئناف عمليات التفتيش النووي، معتبرا استئناف التعاون مع الوكالة أمرا أساسيا للتوصل إلى اتفاق ديبلوماسي ناجح ينهي الخلاف حول أنشطة إيران النووية، مشيرا إلى أن مفتشي الوكالة بقوا داخل إيران طوال فترة النزاع، وأنهم مستعدون للعودة إلى المنشآت النووية الإيرانية للتحقق من مخزون المواد النووية.
تضارب أميركي - إسرائيلي بشأن الأضرار... وطهران تطالب واشنطن بتعويض
طهران، عواصم - وكالات: فيما دعت إيران، الولايات المتحدة الأميركية، لدفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية التي ضربتها، مشيرة إلى أنها ستتقدم بشكوى للأمم المتحدة بهذا الشأن، ساد تضارب أميركي- إسرائيلي حول حجم الأضرار التي ألحقتها الضربة المشتركة بمواقع إيران النووية، وكشف نائب وزير الخارجية الإيراني خطيب زاده أن إيران أعلنت في الرسائل المتبادلة أنها لا تستطيع الدخول في محادثات مع الولايات المتحدة إلا بعد انتهاء الاعتداءات وتحمل المعتدي مسؤوليتها، قائلا إنه يتعين على واشنطن دفع تعويضات عن الأضرار التي لحقت بالمنشآت الإيرانية، وطهران ستتقدم بشكوى للأمم المتحدة بهذا الشأن.
في غضون ذلك، أكدت الاستخبارات الإسرائيلية إن الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية ألحقت "أضرارا كبيرة جدا" بمواقع إيران النووية، في وقت أشار فيه تقرير استخباري أميركي إلى خلاف ذلك، وبينما أفاد ثلاثة مسؤولين لموقع "أكسيوس" بأنه "كما هو الحال لدى الولايات المتحدة، لم تخرج إسرائيل بعد بتقييم نهائي بشأن مدى تأخر البرنامج النووي الإيراني نتيجة الهجوم، يرى الجانب الإسرائيلي أن التقييم الأولي الذي أصدرته وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (دي آي إيه)، والذي قدر أن الضربات أخّرت البرنامج الإيراني لأشهر فقط، لا يعكس حجم العملية الفعلي، وأثار تسريب التقرير الأميركي غضب البيت الأبيض الذي سارع إلى نفي النتائج، واعتبر التقرير "أخبارا كاذبة" واتهم مسؤولين مجهولين بمحاولة تقويض مكانة الرئيس ترامب، وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين إن التقييم المهني للأضرار يتطلب وقتا، مشددا على أن من المبكر جدا إصدار خلاصات حاسمة كما ورد في التقرير الأميركي.