دعت وزارة الشؤون الإسلامية – في خطبة الجمعة الموزعة على أئمة وخطباء المساجد – إلى استقاء الدروس والعبر من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
وأكدت أن كل أمة من الأمم تفخر بعظمائها، وتحتفي دائما بسير نبلائها، يذكرون مآثرهم، ويسطرون مفاخرهم، ويجعلون أقوالهم وأفعالهم منارا يهتدون به، ومنهجا يقتفونه ويسيرون على دربه.
وأشارت إلى مؤاخاة النبي عليه السلام بين المهاجرين والأنصار، وما لقيه المهاجرون من إخوانهم الأنصار من نصرة ومحبة وبذل ومواساة، مؤكدة أن في ذلك كله معنى الإخاء الحقيقي الذي تذوب فيه عصبيات الجاهلية، وتعلو فيه معاني الإيمان، وتسقط جميع الفوارق؛ فلا يكون الولاء والبراء إلا للإسلام.
وأضافت أن سيرة نبينا أطهر السير؛ حافلة بالدروس والمعالم والعبر، ومليئة بالأحداث الجسام، والأخبار العظام، فهي سيرة تجمع هدي رسول، ومنهج نبي، وأسلوب معلم، وحكمة بصير، وحنكة قائد، ومناقب ماجد.
وأشارت إلى أن من تلك المنارات البيضاء، والأحداث الغراء: هجرة المصطفى من مكة المكرمة إلى المدينة النبوية، التي فرّق الله فيها بين أوليائه وأعدائه، وجعلها مبدأ لإعزاز دينه، ونصر عبده ورسوله.
وأوضحت أن من الدروس والعبر المستقاة من هذه المناسبة أن الصراع بين الحق والباطل قائم إلى قيام الساعة، ثم تكون الدولة للمؤمنين، وتظهر الغلبة لأولياء الرحمن المتقين.
وأضافت أننا تعلمنا من الهجرة المباركة أن المؤمن يبذل الأسباب وقلبه متعلق بالله عز وجل؛ لأن ذلك من تمام التوكل على الحي الذي لا يموت.
وذكرت أن أول خطوة خطاها رسول الله عليه السلام بعد نزوله بالمدينة عند أخواله بني النجار هي إقامة المسجد النبوي في الموضع الذي بركت فيه ناقته عليه الصلاة والسلام، وساهم في بنائه بنفسه، فكان ينقل اللبن والحجارة، وجعل الصحابة ينقلون معه اللبن ويرتجزون، مشيرة إلى أنه برهان عملي ملموس على التعاون والمحبة والتضحية في مجتمع المسلمين.
وقالت إن في مبادرة النبي عليه السلام إلى بناء مسجد قباء ومسجده الشريف، إشارة إلى مكانة المسجد في حياة المسلمين، ودلالة على أهميته في الدعوة إلى الله تعالى؛ إذ كان المسجد منارا للعلم، وروضة للعبادة، ومجلسا للشورى، ومنطلقا للفتوحات.