قافلة الصمود… وسفينة مادلين من قبلها، ليستا مجرد محطات في بحر الغضب الشعبي، بل هما رمزان لنصرة الشعوب بعضها بعضا، ومواقف تُخلّد في ذاكرة الضمير الحي.
في قضية غزّة، الأمر لم يكن يوماً سياسياً فقط، بل هو أخلاقي وإنساني، وله أبعاد تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة.
طوال حياتي، لم أشهد توحداً شعبياً عالمياً، وهزة شعبية، ونصرةً إنسانية كما شهدتها لغزة، هذه البقعة الصغيرة المحاصرة، التي تعاني الجوع، وتُباد بوحشية على يد عدو صهيوني مغتصب، يزعم الدفاع عن نفسه، فأي دفاع هذا، مع شعبٌ أعزل يُباد، بلا ذنب؟
لا بيت، لا طعام، لا دواء… فكيف يُقال إنه يملك سلاحاً؟
ما يملكه فقط هو الهواء، والأرض التي يستذبح من أجلها، والتي سيموت دونها بكل فخر وعزّة.
غزة، هذه الأرض المُباركة، علمتنا أن الصمود ليس شعاراً، بل حياة، وأن صراع الخير والشر ليسا فقط في كتب الأطفال، بل واقع يُعاش.
غزة هي قصة عزيمة لا تنكسر، وإيمان لا يتزحزح، وارتباط بأرضٍ ليست تراباً فقط، بل هوية وحق، وميراث لا يُفرّط فيه.
غزة لا تُجيد الاستسلام، بل تُجيد تعليمنا كيف يكون الحق سلاحا، والإيمان درعا، والكرامة حياة.
كاتبة كويتية