مساحة للوقت
جاء الهبوط الاضطراري، ولجأت طهران إلى "الركوع الإجباري" لانقاض ما تبقى للشعب الإيراني من ماء وجه، حتى تستطيع القيادة السياسية في طهران تبرير كل مواقفها، تجاه ما افتعلته من سياسات جراء تمسكها ببرنامجها النووي، الذي جلب لها خسائر مادية ومعنوية، وانتهى اخيراً بـ"الركوع الإجباري".
إن التسليم بالواقع الصعب على القيادة والشعب هو هبوط اضطراري إيراني للكبرياء سياسياً وشعبياً، فهل انتهت الحكاية وتجرعت طهران كأس "السم المر"؟
اليوم علينا تحليل كل ما عجزت القيادة الإيرانية عن تحقيقه من تعنتها، بكل مواقفها مع شعبها من جانب، ومن العالم اجمع، وهي دولة عضو في منظمات دولية وإقليمية، وتربطها اتفاقيات ومعاهدات، طالما نقضتها في تصرفاتها السياسية تجاه الجميع.
إنّ جنوح طهران، وقبولها بالأمر الواقع ليس استسلاماً، لكنه خضوع للعقل الراجح في تقييم الخسائر، والبدائل من مواقفها المعلنة، وغير المعلنة.
من هنا كان"الهبوط اضطراريا" لتركع عجلات الصواريخ والمسيرات الإيرانية، على رصيف "مطار مجمع فوردو" المدمر، وعلى خلفية إنذارات ترامب، الذي حقق في 100 يوم من ولايته، وبعد 12 يوماً من المواجهات الإيرانية- الاسرائيلية الكثير، وانهى الجدل على البرنامج النووي الإيراني، وانتهت عبارات "الموت"…لاسرائيل واميركا، واختتمت تلك الحكاية العجيبة الغريبة.
فهل تعود طاولة المفاوضات، وتنتهي بالتوقيع على اتفاق بين الأطراف الثلاثة الأطراف المتنازعة على بنود مسودة "الركوع الإجباري"؟
دعونا نتابع ونشاهد بقية الحكاية.
كاتب كويتي
[email protected]