الأحد 29 يونيو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
السُّوقِيّ والإنسان المُهَذَّب
play icon
كل الآراء

السُّوقِيّ والإنسان المُهَذَّب

Time
الخميس 26 يونيو 2025
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يشير وصف السّوقيّ إلى ذلك الشخص قليل التهذيب، ومن هو رعاع الطبع، ومن تطبّع بسلوكيّات السّوقة، ومن هو غوغائي التصرّف، وربما من يتسكّع في الشوارع والطرقات بلا هدف. فيما الانسان المهذّب هو صاحب الأخلاق الدمثة، ومن يمارس الأخلاق الحسنة باختياره، ويتعامل مع الناس بشكل مهذّب، وهذان السلوكان اختياريان، فالسّوقيّ سوقيّ باختياره، والمهذّب مهذّب باختياره وبإرادته الحرّة.

ومن الاختلافات البارزة بين السّوقيّ والمهذّب، نذكر ما يلي:

- السُّوقِيّ: يأخذ السّوقيّ سلوكيّاته من السّوق، وممّن يتسكّعون في دهاليزه وأروقته، ولواوينه بلا هدف، والسوق مكان يتم فيه عرض السلع وعمليات البيع والشراء.

وربما يكون مكاناً فوضوياً غالب الوقت، وليس بالضرورة أن تنطبق عليه معايير الأخلاق المتعارف عليها في العلاقات الاجتماعية الاعتيادية، فهو بيئة عاميّة، كلاماً وسلوكاً، وربما يشيع فيها الفظاظة والكلام المبتذل، وربما الخادش للحياء، ويتّصف الشخص السّوقيّ بتطابق سلوكياته في الحياة العامة مع سلوكياته في حياته الخاصة، فهو سوقّي وغوغائي سراً وعلناً، ويتكلّم بأسوأ الألفاظ، ويتّصف بغلظة الكلام، وبإطلاقه لكلامه على عواهنه (بلا رويّة وتفكير)، ويختلط عادة بسفلة الناس، وربما يكون فاحش الكلام، وغوغائي السلوك بشكل ملاحظ، ومتسكّعاً سمجاً على طرق الحياة، ويدير حياته كيف ما اتّفق وبلا تخطيط، وهو متطفِّل على الآخرين غالب الوقت، وفظّ في تعامله، وبالطبع، فالسّوقي لا مروءة له.

-المُهَذَّب: يتهذّب الشيء عندما يتم تنقيته وإصلاحه، والانسان المهذّب هو المرء دمث الخلق (ليّن الطبع)، لا سيما من يستمر في تنقية، وتحسين ورفع جودة سلوكياته، وهو يقوم بهذا الأمر وفقا لإرادته الحرّة، وبسبب اتِّزَان عقله، ولإدراكه لأهمية الأخلاق الحميدة.

وهو دَمِثُ الخُلُق، وعقلانيّ السلوك، ومكتفٍ ذاتياً، وواضح الأولويات والأهداف، وهو صاحب مروءة، ويعتني بمظهره الخارجي على أحسن وجه، ويحترم كرامات الآخرين، ويتعامل معهم وفقاً لأفضل المعايير الأخلاقية المتعارف عليها في بيئته الاجتماعية.

والمهذّب حسن التربية لأبنائه ولبناته، ويغرس في عقولهم وقلوبهم منذ الصغر أهمية ممارسة الأخلاق الحسنة، ومداراة الناس، والحرص على تنظيم الحياة الشخصية، وتحديد الأولويات والاهداف الحياتية، واكتساب المهارات الفردية والاجتماعية الفعّالة، فلعل وعسى.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار