السبت 28 يونيو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
هل يسقط النظام الإيراني؟
play icon
كل الآراء

هل يسقط النظام الإيراني؟

Time
الخميس 26 يونيو 2025
View
70
أحمد الدواس
مختصر مفيد

ما نقوله هنا ليس شماتة بايران، بل كنا نحب الخير لها، ونصحناها مرارا بأن تفتح اقتصادها أمام الاستثمارات، العربية والأوروبية والاميركية، حتى تنتعش اقتصاديا، ويرتفع مستوى معيشة شعبها، وتصبح دولة متقدمة، لكنها ترفض، وها هي واجهت حربا.

ذكرنا في مقالتنا السابقة احتمال حدوث انقلاب عسكري في ايران يطيح النظام القائم، وبالفعل ظهرت تحليلات أجنبية تتوقع ان يكون تتغير النظام في ايران وشيكا، فالهجمات الإسرائيلية أصبحت تستهدف بنى تحتية، كمبنى سجن "إيفين"، ومبنى الهلال الاحمر الايراني، ومقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، وشبكات الكهرباء، لخلق اضطرابات سياسية واقتصادية، في محاولة لتعميق الأزمة الاقتصادية بين الإيرانيين.

ومن بين الأمثلة التي ساهمت فيها الحملات الجوية في انهيار الحكومات، قصف حلف شمال الأطلسي (ناتو) ليوغوسلافيا سنة 1999، خلال حرب كوسوفو، ومنطقة حظر الطيران التي فرضها الـ"ناتو" في 2011 فوق ليبيا خلال حربها الأهلية.

حاليا لا توجد انتفاضة داخلية قوية في إيران، على غرار تلك التي شهدتها يوغوسلافيا أو ليبيا، وكعادة الشعوب سيلتف الشعب الإيراني حول قيادته، لأن بلادهم تضررت، وكرامتهم قد جرحت، لكن اذا تفاقمت مصاعب الاقتصاد المنهك أصلا، (الذي أضعفته العقوبات الأميركية لعقود)، فقد تشتعل الاحتجاجات، فإيران شهدت خلال الثلاثين سنة الماضية موجات احتجاجية عديدة: احتجاجات الطلاب في 1999، و"الحركة الخضراء" عام 2009، واضطرابات 2017-2018، واحتجاجات الوقود خلال 2019-2020، و"تظاهرات مهسا أميني" 2022- 2023، وقد يتغير النظام بعد انتفاضة شعبية واسعة، إذا تدهورت الظروف المعيشية بشكل حاد، فثورة عام 1979 جاءت بعد تدهور اقتصادي واجتماعي طويل.

تغيير النظام ليس مستحيلا، فقد تدفع الهجمات الإسرائيلية المستمرة الفصائل المتشددة داخل إيران إلى تنفيذ انقلاب عسكري يستبدل الحكومة الحالية بديكتاتورية عسكرية من خلال عزل رئيس الجمهورية، وتشكيل مجلس عسكري، أو هيئة بقيادة عسكرية، لكن لن تكون هذه النتيجة في صالح إسرائيل أو اميركا، لأنها ستخلق نظاما أكثر تطرفاً، قد يصبح أكثر التزاما بتطوير الأسلحة النووية.

قد يتطلب رضوخ إيران بالكامل للمطالب الأميركية، والتزامها بالإصلاح السياسي غارات جوية إسرائيلية أو أميركية متواصلة لأشهر عدة، وقد تُفجّر إسرائيل رأساً نووياً يجبر إيران على الاستسلام.

وإذا صعّدت إسرائيل واميركا غاراتهما الجوية، فقد يقرر القادة الإيرانيون أن الاستسلام هو السبيل الوحيد لبقاء الجمهورية الإسلامية، لذلك من المرجح ان تدخل طهران في وضع الحفاظ على الذات، مقدمة تنازلات كبيرة لتجنب وضع يهدد بقاء النظام. ومن الأمثلة التاريخية البارزة على ذلك، قرار روح الله الخميني عام 1988 قبول وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الإيرانية- العراقية، رغم سنوات من الرفض، وقد تجلى ألمه العميق في رسالة عبر فيها عما يشعر به من مرارة لبقائه حيا، إلى يوم اضطرّ فيه، إلى اتخاذ مثل هذا الخيار، واصفا وقف إطلاق النار بأنه أشد فتكا من تناول السم، "لقد استسلمتُ لإرادة الله وشربتُ هذا الشراب إرضاء له".

وإذا أجبرت الضغوط الإسرائيلية أو الأميركية المتزايدة المرشد الأعلى الحالي علي خامنئي على اتخاذ موقف مماثل، فمن المرجح أن يختار الاقتداء بسلفه الخميني، وليتجرع الكأس المسمومة بدلا من السماح بسقوط الجمهورية الإسلامية.

[email protected]

آخر الأخبار