الأحد 29 يونيو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
دور ومكانة رئيس طاجيكستان  في الوحدة الوطنية
play icon
كل الآراء

دور ومكانة رئيس طاجيكستان في الوحدة الوطنية

Time
الخميس 26 يونيو 2025
View
70
د.زبيدالله زبيد زادة

تُعدّ الوحدة الوطنية مبدأً أساسياً للسلام والاستقرار والتنمية المستدامة لأي دولة ذات سيادة. في طاجيكستان، البلد الذي شهد حرباً أهلية وحشية بعد فترة وجيزة من حصوله على الاستقلال في عام 1991، فإن الوحدة الوطنية ليست مجرد مفهوم - بل هي تجربة معاشة وإنجاز تم تحقيقه بشق الأنفس. وفي قلب هذا التحول يقف مؤسس السلام والوحدة الوطنية، زعيم الأمة، فخامة رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمان، الذي لعب دورا محوريا في توحيد الشعب وضمان السلام. تستكشف هذه الرسالة الدور الدستوري والسياسي والرمزي لفخامة الرئيس في تعزيز الوحدة الوطنية واستدامتها، وخاصة في سياق يوم الوحدة الوطنية، الذي يحتفل به سنويا في 27 يونيو لإحياء ذكرى توقيع الاتفاق العام لإرساء السلام والوفاق الوطني في عام 1997.

بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، دخلت طاجيكستان في فترة من عدم الاستقرار السياسي والصعوبات الاقتصادية والصراع العنيف. كانت الحرب الأهلية الطاجيكية (1992-1997) صراعًا داخليًا مدمرًا أدى إلى تجزئة المجتمع على أسس سياسية وإقليمية وأيديولوجية. خلال هذه الفترة، تضاءل دور الحكومة المركزية، وقوّضت شرعية مؤسسات الدولة بشدة، كما تراجع دور الحكومة المركزية، وتم تقويض شرعية مؤسسات الدولة بشكل خطير.

ووفقًا لدستور جمهورية طاجيكستان، فإن الرئيس هو رئيس الدولة والضامن للدستور وحقوق وحريات المواطنين ووحدة الأمة (المادة 64). ولا تقتصر هذه المسؤوليات على طابع رمزي، بل تُعزَّز من خلال الأطر القانونية والمؤسسية التي تُمكِّن الرئيس من التصرف بحزم في المسائل ذات الأهمية الوطنية.

ويُؤكَّد دائما على الدور الرمزي للرئيس كشخصية مُوحِّدة من خلال الخطاب الوطني والفعاليات السياسية وطقوس رسمية. وغالبًا ما يتميز يوم الوحدة الوطنية نفسه بالخطابات الرئاسية والاحتفالات الوطنية والفعاليات العامة التي تؤكد على السلام والاستقرار والتنمية. ترتبط صورة الرئيس ارتباطًا وثيقًا بفكرة السلام والمصالحة، مما يجعله أبًا للأمة ورمزًا للوحدة.

تقديراً لمساهمته الحاسمة في إنهاء الحرب الأهلية والحفاظ على وحدة الأراضي وتوحيد البلاد، مُنح إمام علي رحمان اللقب الرسمي "زعيم الأمة" في عام 2015 بموجب قانون جمهورية طاجيكستان، وعزز منح هذا اللقب مكانته الراسخة كقوة توحيد واستقرار في تاريخ طاجيكستان الحديث.

أثبتت قيادة فخامة الرئيس إمام علي رحمان خلال الحرب الأهلية وبعدها التزامًا استراتيجيًا ببناء السلام. وقد تطلبت اتفاقية السلام لعام 1997 تنازلات كبيرة من كلا الجانبين، وكان لفخامة الرئيس دور فعال في ضمان تنفيذ هذه الاتفاقية. وأشرف فخامته على إعادة دمج قوات المعارضة، وعزز العفو العام، ودعم عودة اللاجئين، وأعاد هيكلة المؤسسات الوطنية لتشمل ممثلين عن مختلف الفصائل.

كما عملت إدارته على تعزيز الهوية الوطنية التي تتجاوز الاختلافات العرقية والإقليمية والأيديولوجية. وتم تنفيذ إصلاحات تعليمية ومبادرات ثقافية ومشاريع بنية تحتية بهدف معلن في تعزيز الوحدة والغرض المشترك. وبهذه الطريقة، امتد دور الرئيس إلى ما هو أبعد من حل النزاعات ليشمل بناء الأمة على المدى الطويل.

وقد عززت مكانة زعيم الأمة إرثه في بناء السلام، وتحت هذا اللقب، واصل توجيه السياسة الوطنية والتنمية المجتمعية، مؤكداً في كثير من الأحيان على قيم الانسجام والتسامح والوطنية.

إن يوم الوحدة الوطنية ليس مجرد إحياء لذكرى السلام، بل هو أيضًا تأكيد سنوي للهوية الجماعية. ويشارك في الاحتفال جميع شرائح المجتمع، بما في ذلك الطلاب والمحاربين القدامى والمثقفين والقيادات السياسية ويؤكد الدور المركزي الذي يلعبه فخامة الرئيس في هذه الاحتفالات على مكانته الرمزية باعتباره مهندس الوحدة.

ويعد الخطاب الرئاسي السنوي الذي يلقيه فخامة الرئيس في 27 يونيو حدثا سياسيا رئيسيا، ويُستخدم غالبًا للتأمل في التقدم الوطني، وإعادة تأكيد أهمية الوحدة، وتحديد مسار التنمية المستقبلية، كما تُذكِّر هذه الخطابات الجمهور بمخاطر الانقسام وقيمة التماسك الوطني، مما يُعزِّز شرعية النظام السياسي الحالي.

يعلم الجميع ويقرّون بأنه لولا قيادة الرئيس في التسعينيات، لما تمكنت طاجيكستان من البقاء كدولة موحدة ذات سيادة. ويتمثل التحدي المستقبلي في تحقيق التوازن بين القيادة الرئاسية القوية والحوكمة الشاملة والمساءلة الديمقراطية.

ويلعب رئيس جمهورية طاجيكستان دورًا فريدًا وقويًا في مسيرة البلاد نحو الوحدة الوطنية، بصفته سلطة دستورية، وباني سلام، وزعيماً رمزيًا، كان فخامة الرئيس إمام علي رحمان المحترم عنصراً محوريًا في تحول طاجيكستان بعد الحرب. ويُعدّ يوم الوحدة الوطنية بمثابة إحياء لذكرى التضحيات الماضية واحتفال بالإنجازات الحالية، حيث يكون الرئيس في صميم معناه. وقد أضفى الاعتراف به كزعيم للأمة إلى إضفاء الطابع الرسمي على هذا الدور وترسيخ مساهمته في الوحدة في الإطار القانوني والتاريخي للبلاد.

في المستقبل، يتطلب الحفاظ على الوحدة الوطنية قيادةً متواصلة، وتماسكًا اجتماعيًا، وتطورًا ديمقراطيًا، ويجب أن يتطور إرث القيادة الرئاسية في إرساء السلام إلى التزام مجتمعي أوسع بالشمولية والعدالة والازدهار المشترك.

 سفير جمهورية طاجيكستان

لدى دولة الكويت

آخر الأخبار