تم نسخ الرابط بنجاح

الاحتلال الإسرائيلي عاقب المدنيين وقطع شريان المساعدات الوحيد عبر مؤسسة غزة الأميركية (أب)

الدولية / أبرز الأخبار

غزة: الاحتلال يصب غضبه على المدنيين ويقطع شريان المساعدات

نتنياهو يشاور... وسموتريتش يهدد... وتل أبيب لم تحسم إرسال وفدٍ تفاوضي إلى مصر أو قطر لبحث صفقة تبادل

المذابح تتصاعد... و15 شهيداً وإصابة العشرات بمجزرة مروعة بقصف سوق بمدينة دير البلح أثناء احتشاد الفلسطينيين لشراء احتياجات أساسية

"حماس" تتحفظ على خطة ويتكوف وتطالب بوقف دائم للقتال وانسحاب كامل للاحتلال... وترامب: أنقذنا إسرائيل وسننقذ رئيس الوزراء

غزة، عواصم - وكالات: فيما صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي مذابحه ضد المدنيين في غزة، ردا على الضربات المؤلمة التي توجهها له فصائل المقاومة والتي أفقدته صوابه، صعّدت حكومة الاحتلال عقابها لسكان القطاع بقطع شريان الإمدادات الوحيد والمشبوه للمساعدات الإنسانية عبر مؤسسة غزة المدعومة أميركيا والتي تحولت نقاطها لفخاخ للقتل منذ بدء عملها، مقابل جمود العملية السياسية، حيث أكدت مصادر عدم وجود مقترحات جديدة بشأن وقف النار وأن النقاش الحالي يرتكز على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي تتحفظ عليه حركة "حماس".

وبينما أكدت المصاد أن "حماس" لا تزال تتحفظ على خريطة الانسحاب الإسرائيلي ومراحله وتطالب بوقف دائم لإطلاق النار، كما تتحفظ على بندي المساعدات الإنسانية وجدولة الإفراج عن المحتجزين في مقترح ويتكوف، قالت القناةُ 12 الإسرائيلية إنه كان من المتوقع أن يُجري رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مشاورات ليل أمس، تتضمن بحث سبل التوصل لصفقة تشمل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، ناقلة عن ثلاثة وزراء في حكومة الاحتلال قولَهم إن الحرب في غزة تحمل تصورات نظرية لكنها عمليا لا تُحقق نتائج، مشددين على ضرورة القيام بفعل آخر على المستوى العسكري أو السعي إلى إنهاء الحرب وإنجاز اتفاق، وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار لموقع "أكسيوس" إن تل أبيب لم تحسم أمرَها بشأن إرسال وفدٍ تفاوضي إلى مصر أو قطر لبحث صفقة تبادل المحتجزين، وأفاد مصدر مطّلع على سير المحادثات بأن المفاوضات متوقفة حالياً، مؤكداً استمرار الخلاف مع "حماس".

من جانبه، وعلى منصته "تروث سوشال"، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة أنقذت إسرائيل والآن ستكون هي من ينقذ بنيامين نتنياهو، معربا عن استيائه من محاكمة رئيس حكومة الاحتلال في بلاده، داعيا إلى إلغاء المحاكمة، معتبرا قضية محاكمة نتنياهو في إسرائيل قضية ذات دوافع سياسية، وبالتزامن مع نشر كتائب القسام لقطاتٍ من العملية التي استهدفت قوةً من جيش الاحتلال في خان يونس واستهدفت ناقلتي جند إسرائيليتَين وأسفرت عن مقتل ستة جنود بالإضافة لضابط وإصابة آخرين، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم وقف المساعدات إلى غزة، حتى تقديم الجيش خطةً طلبها نتنياهو خلال 48 ساعة لمنع سيطرة "حماس"، كما كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلي أن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش هدد نتنياهو بالانسحاب من الحكومة إذا لم يوقف تدفقَ المساعدات إلى غزة.

ميدانيا، كثفت طائرات الاحتلال الاسرائيلي قصفها لمختلف مناطق غزة، حيث تعرضت مدينة غزة ومخيم جباليا لسلسلة من الغارات الجوية العنيفة والأحزمة النارية، ونفذ جيش الاحتلال عمليات قصف شملت مخيم الشاطئ وحي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق البوارج الإسرائيلية حممها باتجاه المناطق الغربية من غزة، وخلفت الهجمات العنيفة أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى بلغت نحو 135 فلسطينيا في حصيلة هي الأكبر خلال أسبوع في مختلف مناطق القطاع، كما واصل جيش الاحتلال عمليات إطلاق نار باتجاه المجوعين منتظري المساعدات في مناطق نتساريم وسط القطاع، إضافة لمناطق شمال غرب غزة والتي أدت إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين، ووثقت لقطاتٌ مصورة قيام جيش الاحتلال بقصف مربع سكني شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة.

من جانبها، أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تمكنت من نقل 103 شهداء و219 مصابا إلى المستشفيات نتيجة استمرار مجازر الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين، قائلة إن حصيلة الشهداء الفلسطينيين ارتفع إلى 56259 شهيدا فيما ارتفعت أعداد المصابين إلى 132458 مصابا، وذلك منذ السابع من أكتوبر من عام 2023، مؤكدة أن قوات الاحتلال ارتكبت مجازر عدة استهدفت منازل سكنية ومدرسة تؤوي نازحين وتجمعات للباحثين عن المساعدات في وسط القطاع وجنوبه، كما ارتكبت مجزرة جديدة راح ضحيتها 15 شهيدا وأصيب العشرات بعد قصف سوق بمدينة دير البلح وسط القطاع أثناء احتشاد الفلسطينيين لشراء بعض الاحتياجات الأساسية.

إلى ذلك، وصف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الوضع في قطاع غزة بأنه بلغ مرحلة "كارثية من الإبادة الجماعية"، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاقية التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي بشكل فوري، مشيرا قبيل انطلاق قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل إلى تقرير حديث أصدره الجهاز الديبلوماسي للاتحاد الأوروبي وصف الوضع في غزة بأنه "إبادة جماعية"، قائلا إنه "لا معنى أن يفرض الاتحاد 18 حزمة من العقوبات على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ثم في مفارقة واضحة يعجز حتى عن تعليق اتفاقية شراكة مع الاحتلال الإسرائيلي"، داعيا دول الاتحاد الأوروبي إلى موقف واضح ومتسق مع القيم الأوروبية وحقوق الإنسان، من خلال تعليق العمل باتفاقية التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على أن الصمت أو التساهل أمام ما يحدث في غزة "غير مقبول أخلاقيا وسياسيا".

تحرك قطري لإنقاذ مفاوضات الهدنة من الانهيار

الدوحة، عواصم - وكالات: كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أمس، عن تحركات ديبلوماسية مكثفة تبذلها الدوحة؛ في مسعى لإعادة حركة "حماس" وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات بعد أسابيع من الجمود، قائلا في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية إن قطر كانت على اتصال مع جميع الأطراف خلال اليومين الماضيين؛ لإقناع إسرائيل و"حماس" بالعودة إلى المحادثات مرة أخرى، مشيرا إلى أن الوسطاء يسعون إلى استغلال الزخم الناتج عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين "حماس" وإسرائيل.

من جانبها، قالت حركة "حماس" إنها تؤكد استمرار تعاملها الإيجابي مع جهود الوسطاء، ومع أي أفكار أو مقترحات جادة يمكن أن تؤدي إلى وقف العدوان وحرب الإبادة، مشددة على أن أي اتفاق يجب أن يضمن وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة، والبدء بإعادة الإعمار، والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى جادة، محملة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن تعثر التوصل إلى اتفاق حتى الآن، بسبب وضع العراقيل والمماطلة لكسب الوقت، خدمة لأهدافه الشخصية في البقاء بالسلطة، ومواصلة الترويج لوهم النصر المطلق وتحقيق أهداف الحرب، ومن ضمنها وهْم إطلاق سراح أسراه بالقوة العسكرية.

"حماس" تدعو عباس للإفراج عن المقاومين

غزة، عواصم - وكالات: دعت حركة "حماس"، السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس وأجهزتها الأمنية، لأخذ دورها الطبيعي في حماية الشعب الفلسطيني وتوفير الأمن له، كما دعتها للإفراج الفوري عن المقاومين والمعتقلين السياسيين لديها، قائلة في بيان على صفحتها الرسمية على منصة "تليجرام" إن جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تستدعي وقفة جادة وتشكيل لجان حماية رسمية وشعبية عاجلة للتصدي لهذه الجرائم، مضيفة أن جرائم الاحتلال ومستوطنيه وعدوانه على بلدة كفر مالك شرق رام الله ومحافظات الضفة الغربية كافة، تستدعي وقفة جادة لأبناء الشعب ومؤسساته الرسمية والشعبية كافة، للتصدي لهذه الجرائم.

وتابعت أن جريمة الاحتلال في بلدة كفر مالك واستشهاد ثلاثة شبان وإصابة آخرين، وما سبقه من عدوان للمستوطنين على البلدة وإحراقهم مركبات ومنازل لمواطنين في البلدة، يعبّر عن نهج متأصل في العدو الصهيوني الذي يهدف لقتل كل ما هو فلسطيني، مشددة على أن "الجريمة يجب ألا تمر مرور الكرام، وعلى شعبنا الثائر التصدي بكل ما أوتي من قوة للمحتل وقطعان مستوطنيه، وضربهم في نقاط التماس كافة بالضفة الغربية المحتلة"، مؤكدة أن "شعبنا لن يقف مكتوف الأيدي أمام مسلسل الذبح والتهجير، وأن المقاومة بكل أشكالها الرد الطبيعي والمشروع على الإرهاب المتصاعد".