الأحد 29 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
'جبل الفأس'... هل هو عَلَمٌ تحت رأسه النووي الإيراني؟
play icon
منشآت إيرانية في جبل الفأس
الأولى

"جبل الفأس"... هل هو عَلَمٌ تحت رأسه النووي الإيراني؟

Time
الخميس 26 يونيو 2025
View
90
تقارير تشير إلى تهريب 400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة %60 إلى المنشأة
  • "ذا صن": الموقع يبعد نحو 145 كيلومتراً جنوب منشأة فوردو وقريب جداً من موقع نطنز
  • عمق المنشأة يقدر بنحو 100 متر تحت سطح الأرض مما يجعلها أكثر تحصيناً وأماناً
  • قنابل الاختراق الأميركية جي بي يو57- يصعب عليها الوصول إلى المنشأة أو تدميرها

 

بين تطمينات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أعلنها غير مرة حول تدمير منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، ومخاوف الغرب المتزايدة من إمكانية امتلاك طهران القنبلة النووية وسط تأكيدات الأخيرة أن برنامجها لم يتأثر بضربات "الشبح" الأميركية، يبقى التساؤل قائما: أين نقلت طهران اليورانيوم المخصب؟ لكن سرعان ما تأتيك الاجابة التي تناقلتها تقارير صحافية وإخبارية تؤكد أن القلب النابض للبرنامج النووي الايراني انتقل إلى قلعة "جبل الفأس" السرية.

وفي موازاة، اعلان إيران أمس رفضها التام عدم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تزداد مخاوف الغرب من أن يطيح "الفأس" النووي بالرؤوس؛ وما يؤكد ذلك بقوة ما نقلته "فاينانشال تايمز" عن دول أوروبية تعتقد أن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب لا يزال سليماً.

وأضافت الصحيفة ـ نقلاً عن مصدرين مطلعين على تقييمات أولية للمخابرات ـ أن "العواصم الأوروبية تعتقد أن مخزون إيران البالغ 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بما يقارب مستويات الأسلحة لم يكن موجودا في "فوردو"، أحد موقعيها الرئيسيين للتخصيب، وقت الهجوم الأميركي".

من جهتها، تؤكد صحيفة" ذا صن " البريطانية أن "جبل "الفأس" المعروف محليًا باسم "كوه كولانغ غاز لا"، يقع على بعد نحو145 كيلومترًا جنوب منشأة فوردو النووية، وعلى مقربة من موقع نطنز النووي في محافظة أصفهان وسط إيران.

ونقلت الصحيفة نفسها عن خبراء قولهم إن الموقع السري الجديد هو منشأة نووية عميقة تحت الأرض، مشيرين إلى أنه يتكون من أنفاق واسعة ومدخلين شرقيين واثنين غربيين، كل منها بعرض 6 أمتار وارتفاع 8 أمتار، فيما يُقدر عمق المنشأة بنحو 100 متر تحت سطح الأرض، مما يجعلها أكثر تحصينًا وأمانًا مقارنة بموقعي فوردو ونطنز.

ويشير الخبراء ـ وفق ما نقلت الصحيفة ـ الى أن السنوات الأربع الماضية، تم خلالها توسيع وتعزيز تحصينات قلعة "جبل الفأس" بشكل سري، مع بناء شبكة أنفاق معقدة تؤدي إلى منشآت تحت الجبل، وهو ما يظهر بوضوح في صور الأقمار الاصطناعية الحديثة.

ويعتقد الخبراء أن هذا الموقع قد يكون ملاذًا مثاليًا لتخزين اليورانيوم المخصب الذي تم تهريبه من منشأة فوردو قبل الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية الأخيرة، لاسيما مع تأكيد تقارير تشير إلى فقدان نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، وهو ما يكفي لإنتاج رؤوس نووية عدة.

وكان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، قد أشار إلى أن إيران رفضت الإفصاح عن طبيعة الأنشطة تحت جبل الفأس، معربين عن رفضهم بالقول: "ليس من شأنكم"، لكنه أكد أن وجود أنشطة نووية سرية ومخزونات غير معلنة تحت الأرض أمر لا يمكن استبعاده.

ويثير الموقع الجديد قلقًا دوليًا كبيرًا، إذ إن عمقه الكبير يجعل من الصعب على القنابل الأميركية، مثل قنبلة جي بي يو-57 الضخمة التي استخدمت في الغارات الأخيرة، اختراقه أو الوصول إلى المنشأة وتدميرها.

ويعتقد الكثيرون ـ وفق التقاريرـ أن منشأة قلعة الفأس الجبلية تتماهى مع ستراتيجية إيران في حماية برنامجها النووي من الضربات الجوية، عبر نقل الأنشطة الحيوية إلى مواقع عميقة تحت الأرض يصعب الوصول إليها، مؤكدين أن جبل الفأس مجهز بأحدث أنظمة الحماية الأمنية، مع تواجد قوات الحرس الثوري الإيراني، مما يزيد من صعوبة أي محاولة اقتحام أو تدمير.

وتؤكد التقارير أنه خلال الأيام التي سبقت الغارات الأميركية، لوحظت تحركات شاحنات تنقل معدات ومواد قرب منشأة فوردو، مما يشير إلى احتمال نقل المواد النووية الحساسة إلى جبل الفأس.

ويخشى الخبراء من أن هذا الموقع قد يكون مركزًا لتطوير وتخزين المواد النووية، مما يسمح لإيران بالاستمرار في برنامجها النووي رغم الضربات الجوية.

وفيما تشير التقارير الى أن أهمية جبل الفأس تأتي من كونه يمثل تحديًا جديدًا للجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية، ويجعل مراقبة ومتابعة الأنشطة النووية الإيرانية أكثر تعقيدًا، تؤكد أن إيران ستواصل تعزيز تحصينات هذا الموقع وتطويره، مما يفرض على المجتمع الدولي البحث عن وسائل جديدة لمراقبة وضبط برنامجها النووي.

آخر الأخبار