



في مشهد وطني حاشد يغلب عليه الحزن والغضب، انطلقت صباح اليوم السبت مراسم تشييع رسمية وشعبية لعدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، إلى جانب عدد من المواطنين الذين قضَوا خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.
المراسم التي شهدتها العاصمة طهران بدأت من ساحة "انقلاب الثورة" وسط المدينة، وصولاً إلى ساحة "آزادي" غرباً، وسط ترديد شعارات منددة بإسرائيل والولايات المتحدة، ترافقها مشاهد إحراق للأعلام الإسرائيلية والأميركية.
وأعلنت السلطات الإيرانية تعطيل الدوام الرسمي في العاصمة اليوم، لإتاحة المجال أمام مشاركة جماهيرية واسعة، استجابة لدعوات رسمية بذلك. وحضر التشييع عدد كبير من القيادات السياسية والعسكرية البارزة، من بينهم قائد "فيلق القدس" إسماعيل قاآني، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، بالإضافة إلى مسؤولين من مختلف مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية والقضائية.
وشنّت إسرائيل خلال هذا العدوان، لا سيما في يومه الأول، سلسلة ضربات مركّزة استهدفت نخبة من القيادات العسكرية والعلمية، أدّت إلى مقتل نحو 30 قائداً عسكرياً رفيعاً و15 عالماً نووياً.
من أبرز الذين اغتيلوا: رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الجنرال محمد باقري، القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، قائد مقر "خاتم الأنبياء" اللواء غلام علي رشيد، وقائد سلاح الجو في الحرس الثوري اللواء أمير علي حاجي زاده. كما طالت الضربات شخصيات علمية بارزة، مثل رئيس جامعة "آزاد الإسلامية" الدكتور محمد مهدي طهرانجي، والنائب البرلماني والرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الدكتور فريدون عباسي.
وكتب مستشار المرشد الإيراني، علي شمخاني، الذي أصيب في اليوم الأول من العدوان، منشوراً عبر منصة "إكس" قال فيه: "مراسم اليوم ليست فقط لتشييع الشهداء، بل هي بيعة مع المستقبل.. من كل قطرة دم سيولد ألف قائد". وأضاف: "جاؤوا لاغتيال العقل وإنهاء الاقتدار، لكن العدوان الذي بدأوه فجر الجمعة 13 الشهر، انتهى باستجدائهم وقف إطلاق النار". وأكد شمخاني أن "إيران صمدت وردّت بكل شجاعة، وخرجت من العدوان أكثر قوة وثباتاً".
وأدى العدوان الإسرائيلي الذي استمر 12 يوماً إلى سقوط 627 قتيلاً و4870 جريحاً، وفق ما أفاد به المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية حسين كرمانبور. وأضاف أن من بين القتلى 49 امرأة، اثنتان منهنّ حوامل، و13 طفلاً ورضيعاً، أصغرهم رضيع يبلغ شهرين من العمر.