حوارات
وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ" (ص 26).
تشير الستراتيجية الى أي خطّة محدّدة وواضحة يستعملها الانسان لتحقيق أهداف قصيرة، أو طويلة الأمد، والتفكير والتخطيط الستراتيجي يتّبعان التفكير العملي الذي يمارس فيه الفرد أساليب تفكير موضوعية، وينظر فيه الى إمْكانِاته الشخصية، والمصادر والموارد، التي تتوفّر لديه في وقت أو في ظرف معيّن، ويضع الخطط المناسبة تباعاً، ويختار الطرق والوسائل الأمثل لاستعمال ما لديه بهدف تحقيق أفضل النتائج.
ومن بعض مبادئ ووسائل وأساليب التفكير الستراتيجي التي يمكن استعمالها في تدبير كل شؤون الحياة، والاستعداد للمستقبل بخاصّة، نذكر ما يلي:
-تحديد الأولويّات والأهداف والمشكلات: يبدأ المفكّر الستراتيجي بتحديد أولوياته وأهدافه الشخصية، أو المشكلات التي يواجهها في الحاضر، أو التي يمكن أن يتعرّض لها في المستقبل، وكلما تمّ تحديدها بشكل دقيق، سهل تنفيذ الأولويات وتحقيق الأهداف، والعثور على حلول فعّالة للمشكلات، فجوهر التفكير الستراتيجي هو التعرّف بداية على ما هو بالضبط الشيء الذي يريد الانسان تحقيقه.
-معرفة وتقييم الامكانات والموارد: يعرف الانسان ما يملكه من موارد، وما يتقنه من مهارات معيّنة، وما ينقصه، وما لديه من إمكانات شخصية يمكن تحويلها الى مهارات فعّالة.
ويعرف بدقّة موارده الماديّة المتوفّرة، بهدف وضع خطط ستراتيجية محدّدة تمكنّه من استعمال ما لديه بأفضل وجه ممكن، وبهدف تحقيق أولوياته وأهدافه، وللتغلّب على الصعوبات والمشكلات التي يواجهها حالياً، أو ما يمكن أن يواجهه في المستقبل.
-إكتساب المهارات الفعّالة: مهارة الوعي الظرفي، وحلّ المشكلات، والتحليل النّقدي، ووضع الخطط البديلة، وتحويل الامكانات والموارد والظروف الى رؤوس أموال، يمكن الاستفادة منها، والقدرة على التنبّؤ الفعّال.
-التفكير المرن (الرشاقة الذهنية): المرونة الفكرية تشير إلى ملائمة طريقة التفكير مع أولويات وأهداف ومشكلات معينة، وفقاً لتوفّر معلومات جديدة، ووفق تغيّر الظروف، وتكييف التفكير الشخصي تباعاً.
-الخطط قصيرة وطويلة الأجل: يؤدّي اعتناق نهج التفكير الستراتيجي الى وضع خطط آنيّة، أو مستقبلية، يمكن تحقيقها، وفي كلا الحالين، ما يتحكّم بجودة وبنجاح وبفعالية الخطط الموضوعة، هو فعاليتها على المدى القصير والطويل، فلعل وعسى.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@