الاثنين 30 يونيو 2025
42°C
تم نسخ الرابط بنجاح
ضَبْط السُلوك المُدَمِّر للنَّفْس الْأَمَّارَة بِالسُّوء
حوارات
"وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (يوسف 53).
الأداة المفضّلة للشيطان هي النّفس الأمّارة بالسّوء، وهي التي تأمر وترغم صاحبها أحيانا على أن يتّبع هواه ويتجاهل عقله، ولا سيما في ما لا يرضاه الله عزّ وجلّ، ومن بعض الوسائل الفعّالة لضبط السلوك المدمِّر للنّفس الأمّارة بالسوء، نذكر ما يلي:
- اجتناب الشُّبهات: يترك العاقل ما يريبه إلى ما لا يريبه، ولا يضع نفسه في محال الشبهات، ويتجنّب ما يأمره به هواه، أو ما تنزع به شهواته، ومن يجتنب الشّبهات يغلق أبواب الاغراءات أمام النّفس الأمّارة بالسوء، ويمنعها من استغلال ضعفه البشري الفطري.
- تَوَقِّي الانْغِمار النفسيّ المفرط: ينغمر الانسان بإفراط في موقف نفسيّ معيّن، أو في سلوك ما عندما ينغمس فيه كلّية، ويبدأ ينفصل عن الواقع المحيط به، ويبدأ يسيطر عليه إنبهاره أو تأثّره النفسيّ الشديد، فيغوص في أعماق ما يلهيه حتى يعجز عن رؤية واقعه اللاّ أخلاقيّ الكارثي، فتبدأ تقوده نفسه الأمّارة بالسوء الى إشباع شهواته على حساب أخلاقه، ويتوقّى الفرد الانغمار النفسيّ المفرط عن طريق ترويض نفسه على الاعتدال في مواقفه النفسية، فلا يوجد شيء في الحياة الإنسانية يستحقّ الافراط فيه.
-التحكم الفعّال بالجسم: توجد روح الانسان في جسمه، والنفس الأمّارة بالسوء هي أحد تجليّات الروح، وكلما نجح أحدهم في التحكّم الفعّال بجسمه عبر الرياضة، والصوم بخاصّة، خفّض نسبة الطاقات الزائدة في الجسم، التي تتغذّى عليها النفس الأمّارة بالسوء، ومن يمسك زمام جسمه يقبض على مِلاك أمره.
- ضبط النَّفْس الَأَمَّارَة بِالسُّوء كفاح مستمر: تمثّل عملية ضبط النّفس كفاحاً، ونضالاً، وصراعاً حياتياً مستمراً، لا يكاد يتوقّف لبرهة واحدة، وهو احدى ضمانات استمرارية إصلاح النّفس، لا سيما درء شرور وكوارث، ودمار النّفس الأمّارة بالسّوء. يتمثّل في عدم الثقة بها إطلاقاً، فهي تغيّب الوعي الذّاتي، وتعمل سراً في دهاليز العقل الباطن، وتتأهّب للهجوم المفاجئ في أي لحظة ضعف في الشخصية، فلعل وعسى.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@