السبت 05 يوليو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
هل يطفئ ترامب نار الحرب أم يغذيها من جديد؟
play icon
كل الآراء

هل يطفئ ترامب نار الحرب أم يغذيها من جديد؟

Time
الاثنين 30 يونيو 2025
View
10
عبدالكريم أحمد سعيد

مع عودة دونالد ترامب إلى صدارة المشهد السياسي الأميركي، تتجدد الأسئلة حول مدى مصداقية وعوده الانتخابية بإنهاء الحروب، وتحقيق السلام العالمي، في وقت تتفاقم فيه التوترات، وتشتعل المنطقة العربية بأحداث دامية، على رأسها الحرب في غزة، والمواجهة الاخيرة بين إسرائيل وإيران.

في حملته الأخيرة، قدم ترمب نفسه كـ"رجل الصفقات" القادر على إنهاء النزاعات الكبرى، متعهدا بتفادي التدخلات العسكرية المكلفة، واحتواء الخصوم، وصنع توازنات جديدة.

لكن تجارب ولايته السابقة، خصوصا انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، ودعمه اللا محدود لإسرائيل، رسمت ملامح سياسة ساهمت في إشعال العديد من الحرائق بدل إطفائها.

اليوم، يتعرض الفلسطينيون في غزة لحرب مفتوحة، وسط اتهامات دولية متصاعدة بوقوع إبادة جماعية، وجرائم ضد المدنيين. وفي الوقت نفسه، خرجت المواجهة بين إسرائيل وإيران من الظل إلى العلن، عبر ضربات متبادلة هددت بإشعال حرب إقليمية شاملة، لولا تدخل ترمب المباشر في لحظة حرجة لكبح التصعيد.

مع ذلك، لا تزال واشنطن، تحديدا إدارة ترمب، تمنح إسرائيل غطاءً سياسيا في المحافل الدولية، دون تحرك فعلي لوقف العدوان والمجازر في غزة والضفة الغربية.

في هذا السياق، لم يعد السؤال مجرد مسألة أخلاقية، بل تحول إلى اختبار سياسي حقيقي: هل يستطيع ترامب اليوم أن يؤدي دور صانع السلام فعلاً، وهل سيتخلى عن مقاربة الاصطفاف الأيديولوجي لصالح ضغط جاد على إسرائيل، بما في ذلك وقف استخدام الـ"فيتو" الأميركي لحمايتها في مجلس الأمن، وفتح مسار حقيقي نحو تسوية عادلة؟

تلك التسوية لا يمكن أن تكتمل من دون تبني حل الدولتين، والاعتراف بحق الفلسطينيين في دولتهم، إلى جانب منع انفجار الصراع مجددا بين تل أبيب وطهران.

ترامب، بخلفيته غير التقليدية، يملك فرصة نادرة لتصحيح مسار سبق أن اختبر فشله، والمطلوب ليس شعارات أو تفاهمات موقتة، بل قرارات ستراتيجية تبدأ من وقف الحرب، وفرض تسوية واقعية، والإقرار بأن استقرار الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون عدالة حقيقية للفلسطينيين، وردع متبادل يمنع الانفجار بين تل أبيب وطهران.

ويبقى السؤال مفتوحا: هل يحمل ترمب بالفعل مشروع تهدئة حقيقي، أم أنه سيعيد تدوير لغة القوة التي لم تنتج إلا مزيدا من الدماء والدمار؟

ديبلوماسي وكاتب سياسي- جنوب اليمن

آخر الأخبار