في الصين في خلال اسبوع واحد انتهوا من بناء برج، بنوا جسراً من الزجاج وبنوا جسرا عموديا، وايضا في الصين بنوا عجائب الدنيا الجديدة.
وفي العراق هناك عينهم غدت ليست على خور عبدالله، الذي هو عبر التاريخ خور كويتي وعبدالله هذا ليس عبدالله التميمي، الذي يزعمون ان الخور ممهور باسمه، وعبدالله الصباح الحاكم الثاني من آل الصباح الذين حكموا الكويت، ولا يزالون منذ العام 1615، اي لم يكن في تلك الحقبة هناك دولة تسمى العراق،انما من ممالك الدولة العثمانية، شأنها شأن الممالك كافة التي كانت خاضعة للدولة العثمانية.
وقد خرج العثمانيون من العراق 1916، بعدما سلموا العهد إلى الانكليز، وقبل خروجهم من العراق، وتقسيم ممالكهم، اي في سنة 1913 رسمت خريطة الكويت بين الاتراك العثمانيين والانكليز (القادمين الجدد على العراق)، وخور عبدالله الذي يصعّد وينزل العراقيون ليل نهار عقيرتهم في هذه الايام، بزعم أن الخور عراقي، وهذه المطالبة ليست بكاءً على الخور فقط، انما العراقيون بصدد تشغيل ميناء "الفاو العظيم" الذي من المنتظر في نهاية العام الميلادي الحالي.ولان المسافة من مينائهم الى مدخل خور عبدالله طويلة، بعكس ميناء مبارك الكويتي المطل مباشرة على الخور، فهذا ما حرك نار الحسد والغيرة لدى اخوتنا العراقيين، لا سيما عامرعبدالجبار، الذي نرجو له موفور الصحة والعافية والشفاء العاجل.
لكن السؤال هنا: ما علاقة الصينيين بكل هذا؟
الصينيون عينهم على العراق اكثر من الكلام الناعم المدهون بالعسل الصيني، الذي يفرغونه في افواه وزراء حكومة دولة الكويت (العظمى).
في الاسبوع الماضي اجتمع مجلس الوزراء الكويتي في جلسة غير عادية لمواصلة البحث في الاتفاقات، او التفاهمات، بين الصين والكويت، وتنفيذ الصين المشاريع التي اتفق الطرفان عليها، وجلسة مجلس الوزراء، ووفق بيانه الرابع عشر، لم يصل حكومة الكويت اي وعد من الصينيين، لبدء العمل في المشاريع المتفق عليها.
اقول هذا، ولعلي لا ارى جدية من الصينيين، ربما لهدم جدية الطرف الثاني، وهو الكويت، فميناء مبارك، وهو المشروع الستراتيجي الاهم الذي تعول عليه الدولة في الظرف المقبل، وكان يمكن، لو رأي الصينيون جدية من الكويتيين، لكان الميناء الان تحت التشغيل، لكن جرى تأجيله بلا مبرر، والخسارة باتت مضاعفة.
للصينيين مصالح في العراق عشرات المرات من مصالحهم في الكويت،فالمشاريع التي عرضتها الكويت على الصين لا تشكل ربع العروض العراقية!
جماعتنا هنا في الكويت "ضايعين"، والمليارات تتبخر، كما يتبخر بالبخور المغشوش، الذي يأتينا به بعض السماسرة الغشاشين، خشب عادي مدهون، ويبيعونه على الناس السذج!
في النهاية لعلي اكرر شكي في جدية الصينيين، ويبدو انهم رأوا غياب الجدية فتباطاؤا من طرفهم ايضاً!
صحافي كويتي
[email protected]