السبت 05 يوليو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
متى تستفيد إيران من دروس التاريخ والفرص الضائعة؟
play icon
كل الآراء

متى تستفيد إيران من دروس التاريخ والفرص الضائعة؟

Time
الاثنين 30 يونيو 2025
View
40
أحمد الدواس
مختصر مفيد

كان المرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي يقول في صيف عام 2017، ومقارنة بما يحدث في الدول العربية من قلاقل وفوضى: "إن الوضع في إيران مختلف، إيران قوية، إيران مستقرة"، لكن في يوم 7 يونيو 2017 كان بعض الناس في طهران يزور ضريح قائد الثورة الإيرانية الخميني، وإلى جانبه قبر رفسنجاني رئيس الدولة الأسبق، فحدث هجوم انتحاري داخل الضريح، إذ إن امرأة فجرت نفسها، قُتل خلاله ثمانية أشخاص على الأقل، وفي الوقت نفسه، اقتحم مجهولون مبنى الشورى (البرلمان)، وقتلوا سبعة أشخاص مع سقوط جرحى وحجز رهائن، فأصبح الإيرانيون يتساءلون: ماذا حدث، لماذا السلطات لم تمنع وقع الحادثين؟

ما جرى هجوم ضخم، ولا شك على رمزين رئيسيين، وهو "رسالة قوية"، ضد ما تمثله "الثورة الإيرانية"، وضغط هائل على الحكومة، أو تحد لها، ففي العادة هناك إجراءات أمنية مشددة في طهران.

ايران أججت الشعور الطائفي في المنطقة، منذ ثورتها في العام 1979، وزرعت عملاء لها في الخارج، لا سيما في السفارات، والمكاتب التجارية الإيرانية، وشركات الطيران والبنوك وشركات الملاحة، وأنشأت جهازاً خاصاً للتخريب والاغتيال ضد مصالح بعض الدول يُسمى "الوحدة 400"، وتعلن انها قادرة على قلب أنظمة دول الخليج، وتدخلت في الأوضاع الداخلية لأربع بلدان عربية، وهو سلوك مرفوض عالمياً، وضد القوانين الدولية، ما أدى الى تدمير دول عربية، ومات كثيرون، أو فقدوا ممتلكاتهم، فطال أمد الصراع، ولا تفكر بالتفاوض السياسي، وترى أنها على صواب والآخرون على خطأ، وإذا كانت تتدخل بشأن اليمن وكينيا البعيدة بأكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر، فلا شك أنها تتدخل بشؤون الدول الخليجية.

سياسة إيران في المنطقة العربية مشابهة لسياسة الدنمارك ضد السويد في العصور الوسطى، لكن الدنمارك شعرت بمرور الوقت بفداحة الخسائر، المادية والبشرية، وأن أسلوبها العسكري والسياسي كان خطأ، والأفضل لها ان تتصالح مع السويد، وان ترمي السلاح لكي يتحقق لمجتمعهما التطور والحياة.

وبعد تلك الحروب المُدمرة اقتنع البلدان بإن العلاقات بين الدول لا تُبنى على فكرة أو مبدأ "أنا أربح وأنت تخسر"، إنما أن يؤخذ بالاعتبار مبدأ "أنا أربح وأنت تربح أيضاً"، وبالفعل فقد تغير البلدان الى الأفضل، بل وأُلغيت كل القيود على حركة الأشخاص بين البلدين، لا وثيقة سفر أو هوية شخصية في إطار الاتحاد الأوروبي، بينما إيران لا تشعر بخطأ أسلوبها السياسي والعسكري، ولا تتصالح مع العالم العربي.

مير محمود موسوي، المدیر السابق لشؤون آسيا الغربیة في وزارة الخارجية الإیرانیة، قال في حوار له مع صحيفة "الشرق" الإيرانية في منتصف ديسمبر العام 2016: "إنه متشاءم، ويخشى على مستقبل الوضع داخل ايران، فمقتل مئات الآلاف من السوريين، وتهجير الملايين منهم سيجعل ملايين السوريين يعيشون الكراهیة والبغضاء ضد إيران، فلا بد من وجود الأمن والسلام في سوریة والعراق وأفغانستان كي یسود الأمن داخل إيران، فإذا لم تتمتع هذه الدول بالأمن والاستقرار، فإن أمننا مهدد وسيكون تقدمنا ورفاهیتنا بمثابة الأمر الصعب". (انتهى كلامه).

إن إيران باستطاعتها الاستفادة من نصائح السيد موسوي الثمينة، ومن الدرس الدنماركي - السويدي، كما أشرنا، فتكون دولة متقدمة و"أفضل بلد في الخليج" بدلاً من اتباع سياسة عدوانية مشابهة لسياسة الدنمارك في العصور الوسطى، وتجعل من المنطقة العربية أسواقا لتصريف صناعاتها، فالقوة اليوم ليست عسكرية، إنما اقتصادية، والدليل على ذلك ان كوريا الجنوبية متقدمة بينما تعيش كوريا الشمالية تخلفاً حاداً، ومجاعة بينما همها انتاج الصواريخ.

لقد أضاعت إيران فرصاً كثيرة، فمتى تستفيد من دروس التاريخ، فيتحسن اقتصادها ومعيشة شعبها؟

كذلك أخطأت جماعة الحوثيين في اليمن في صراعها مع الحكومة، بينما الأفضل لها أن تلقي سلاحها، وتجعل اليمن يستغل موارده، الطبيعية والجغرافية والسياحية، في تحسين معيشة الشعب وتطوير البلد، وهنا ستجد اليمن، وكذلك ايران، ان الأموال والاستثمارات تنهمر عليهما بكثرة.

[email protected]

آخر الأخبار