بقائي: قرار استئناف المحادثات مع أميركا "لم يُتخذ"... وضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي إلى 935
طهران، عواصم - وكالات: أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يمكن أن يستمر كما كان، بعد الهجمات الإسرائيلية والأميركية، قائلا إن قرار البرلمان بتعليق التعاون مع الوكالة مُلزم للحكومة، معتبرا تقرير الوكالة بشأن البرنامج النووي الإيراني الصادر في 31 مايو الفائت، كان يهدف إلى إضفاء الشرعية على هجمات الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل التي استهدفت المواقع النووية الإيرانية، مضيفا أن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها ماريانو غروسي إعادة النظر في نهجهما، متابعا بشأن ما إذا كانت المحادثات النووية مع الولايات المتحدة ستستمر، بالقول "لم يُتخذ قرار بعد، لكن المشاورات بشأن استمرار المفاوضات لا تزال جارية"، واصفا مواقف دول أوروبية مثل ألمانيا وفرنسا تجاه عدوان إسرائيل على إيران بأنها "غير مقبولة".
من جانبه، اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانتهاج "معايير مزدوجة" تجاه ملف إيران النووي، محذرا من أن هذا النهج يهدد أمن المنطقة والعالم، قائلا في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن إيران حكومة وشعبا وبرلمانا تعتقد بأن الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ماريانو غروسي "لم يتصرف بحيادية"، مضيفا أنه رغم أن أنشطة إيران النووية تتم تحت إشراف مفتشي الطاقة الذرية وبرفقة كاميرات مراقبة، وقعت أعمال تخريب ضد منشآتها النووية من قبل إسرائيل تلاها هجمات عسكرية أميركية، منتقدا ما قال إنه محاولة من الوكالة لتبرير الهجمات على أراضي بلاده بدلا من إدانة الأعمال غير القانونية، داعيا الوكالة الدولية لاحترام حقوق الدول وتجنب التمييز، والدفاع عن الحقوق المشروعة للدول الأعضاء، بينما أعرب ماكرون عن تعازيه للشعب الإيراني في ضحايا العدوان الإسرائيلي، قائلا إن فرنسا كانت من أوائل الدول التي أدانت الهجمات العسكرية الأميركية والإسرائيلية على إيران.
في غضون ذلك، أعلنت السلطات الإيرانية ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على إيران إلى 935 شهيدا، وقال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية أصغر جهانغير في مؤتمر صحفي إنه بناء على آخر إحصائية للطب العدلي فإن الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي لمدة 12 يوما خلفت حتى الآن 935 قتيلا 38 منهم أطفال و132 من النساء، مضيفا أن الحرب أودت بحياة الكثير من المواطنين الأبرياء وقادة في "الحرس الثوري" الإيراني وعلماء نوويين.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أهمية استئناف المحادثات الخاصة بالملف النووي الإيراني في أسرع وقت باعتبارها السبيل الأمثل لبناء الثقة وخفض التوترات، مشددا خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، على أهمية العمل لتثبيت إيقاف إطلاق النار بين إيران والاحتلال الإسرائيلي وتضافر الجهود لتحقيق التهدئة وتجنب التصعيد مجددا بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار الاقليمي، مؤكدا أهمية دعم الأمن والاستقرار بالمنطقة من خلال الحلول الديبلوماسية والتفاوض، معربا لنظيره الإيراني عن استعداد مصر لدعم الجهود الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار كافة.
في المقابل، أعلنت إسرائيل اعتقال ثلاثة إسرائيليين للاشتباه بتنفيذهم مهام لصالح الاستخبارات الإيرانية، وقالت الشرطة إنها ألقت بتوجيه من جهاز الأمن العام "الشاباك" القبض على الإسرائيليين الثلاثة في قضيتين منفصلتين، للاشتباه بتنفيذهم مهام لصالح جهات إيرانية بهدف الإضرار بأمن الدولة، مضيفة انه في 15 الجاري أُلقي القبض على مارك مورجين (33 عاما) من سكان غور الأردن، للاشتباه بأنه كان على تواصل خلال يونيو مع جهات استخباراتية معادية ونفّذ مهام بتوجيه مباشر من تلك الجهات، متابعة أن المشتبه وافق على طلب مشغّله بالتوجه إلى نقطة سرية حيث أُخفيت قنبلة يدوية، تمهيدا لنقلها إلى هدف آخر، مع علمه بأن الغرض منها إلحاق الأذى بالمدنيين لصالح جهات أجنبية معادية والإضرار بأمن إسرائيل، كما يُشتبه بأن مورجين قام بتصوير مقطع فيديو لاعتراض صاروخي خلال العدوان الإسرائيلي على إيران وأرسله إلى مشغّله.
وأفادت الشرطة بأنه في قضية أخرى، أُلقي القبض خلال ليلة 14 يونيو على يوني سيغال (18 عاما) ونهوراي عمري مزراحي (20 عاما) من سكان طبريا، قائلة إنه يُشتبه بأنهما كانا على تواصل خلال الشهرين الأخيرين مع جهات استخباراتية تابعة لدولة معادية، ونفّذا مهام، منها تصوير مراكز تجارية ونقل معلومات حول عدد الحراس فيها، وعدد المتاجر، وتصميم المباني وغيرها من التفاصيل، مضيفة أن من بين المواقع التي تم تصويرها مراكز غراند كنيون في حيفا وبيغ فاشن في طبريا وديزنغوف سنتر في تل أبيب، ومستشفى إيخيلوف في تل أبيب، كاشفة أن هناك اشتباها بأنه طُلِب منهما تنفيذ عملية اغتيال.