حوارات
يحرّر الانسان عقله من الخرافات والأباطيل عندما يفكّك القيود التي وضعت عليه من الآخرين، لا سيما الأمور والأقوال والفرضيّات التي لا يمكن تصديقها، بسبب تنافيها مع المنطق، ومع ما يقتضيه الحسّ والتفكير السليمين.
ومن بعض وسائل تحرير العقل من الخزعبلات والأراجيف والخرافات، والأباطيل الفاسدة، نذكر ما يلي:
-إدراك عبوديّة العقل لما هو باطل: يدرك الانسان عبوديّة عقله للخزعبلات والخرافات، والأباطيل عندما ينجح في رؤيتها على حقيقتها كونها أكاذيب وخُدَع نفسيّة وبصريّة، لا تنطلي على صاحب العقل الحرّ والفرد المتيقّظ.
وينجح المرء في التنبّه لعبوديّة عقله عندما يتوقّف عن الانغماس في التصديق الساذج، ويبدأ يطرح أسئلة على نفسه حول منطقيّة، وصدق بعض الأفكار والافتراضات التي نتجت عن المحاكاة العمياء للآخرين المغيّبين عقلياً.
-تقوية المناعات الفكريّة والنفسيّة ضدّ الخرافات: الخرافة هي أي حديث كاذب عن عصمة، ومثالية، أو ملائكيّة أشخاص عاديين، وهي أيضاً الأساطير الخرافيّة المتوارثة.
وكلّما حصّن المرء نفسه وعقله تجاهها، كلما حرّر عقله منها، وحفظ نفسه من عواقبها النفسية والفكرية والسلوكيّة، والقراءة وطرح الأسئلة المنطقية عن كل شيء، وتثقيف النفس تقوّي المناعات الفكرية والنفسيّة.
-تفادي مجالسة المغيّبين فكريًّا: يتّصف المغيّب فكرياً بصفات واضحة لأصحاب العقول الحرّة، كترديده أكاذيب وخرافات تتنافى مع ما يقبله التفكير السليم، وتصديقه السريع لأراجيف العامّة، وحشو الكلام (ما لا خير فيه)، فيتفادى، ويتجنّب صاحب العقل الحرّ مجالسة، أو الحديث مع من هو أحمق، أو مغيّب فكرياً.
-الحفاظ على الاستقلالية الفكريّة: تزيد أهميّة الاستقلالية الفكريّة في تلك البيئات التي تشيع فيها ظواهر تغييب العقل، وغسيل الأدمغة، ومن أنجح الوسائل لحيازة الاستقلالية الفكرية تتمثّل في التعرّف على وسائل الاستعباد الفكري الرائجة في البيئة المحيطة، ومقاومتها قدر المستطاع عن طريق رفض كل أنواع الاستعباد الفكريّ.
-تحرير العقل من الخرافات يبدأ بتقدير الذّات: إحترام الانسان لذاته، يتمثّل في تقديره لقيمة نفسه، ورفضه لا سيما تقديم عقله الحرّ وفقًا لفطرته كوعاء يملأه المرجفون بأكاذيبهم.
فأبدأ بتحرير عقلك من الخرافات والأباطيل، تربت يداك.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@