الجمعة 04 يوليو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
...وترجل فارس القضاء
play icon
د.بدر اليعقوب
المحلية

...وترجل فارس القضاء

Time
الثلاثاء 01 يوليو 2025
View
90
رحيل بدر اليعقوب بعد مسيرة حافلة بالعطاء الأكاديمي والمهني والوطني
الراحل أحد روّاد التعليم القانوني الحديث في الكويت وله بصمات في تطوير المناهج
ساهم في تخريج أجيال من القضاة والمحامين عبر نهجه العلمي الصارم

بقلوب يملؤها الحزن والأسى، ودّعت الكويت أمس أحد أبرز أعلامها القانونية والإعلامية والأكاديمية، برحيل وزير الإعلام الأسبق وعميد كلية الحقوق السابق د.بدر جاسم اليعقوب، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز في خدمة العدالة والقانون والوطن.

الدكتور اليعقوب الذي يُعد أحد روّاد التعليم القانوني الحديث في الكويت، شغل مناصب رفيعة في الدولة، أبرزها وزيراً للإعلام وعميداً لكلية الحقوق بجامعة الكويت، إلى جانب كونه أستاذاً مرموقاً في القانون الجنائي والإجراءات الجزائية، وقد ترك بصمات لا تُنسى في تطوير المناهج القانونية، وتخريج أجيال من القضاة والمحامين وأساتذة القانون، عبر نهجه الصارم والعلمي في التدريس، والتزامه العميق بمفاهيم العدالة وسيادة القانون.

ولد الفقيد في خمسينيات القرن الماضي، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة الكويت، قبل أن يكمل دراساته العليا في فرنسا، حيث حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه ، وبعد عودته إلى الوطن، انطلق في مسيرة أكاديمية ومهنية نادرة التميز، تقلّد خلالها مناصب قيادية في الجامعة، وأدار كلية الحقوق برؤية تطويرية شاملة، ركزت على تحديث المناهج والبحث العلمي وبيئة الحرية الأكاديمية.

وخلال فترة توليه وزارة الإعلام، عُرف الدكتور اليعقوب بحرصه على ترسيخ خطاب إعلامي وطني متزن، يجمع بين المهنية والانفتاح، ويعزز مناخ حرية الصحافة المسؤولة في إطار احترام القانون.

مدافعٌ عن حرية الصحافة والكلمة

وكان للفقيد دور محوري في دعم حرية التعبير والدفاع عن الصحافة، خصوصاً من خلال ارتباطه الوثيق بجريدة "السياسة"، التي تولى الدفاع عنها في العديد من القضايا القانونية التي استهدفت مواقفها الجريئة وافتتاحياتها التي طالما شكّلت نبض الشارع وصوت الناس.

وقد كان الفقيد محامي الجريدة لسنوات طويلة، وترافع عن رئيس التحرير العميد أحمد الجارالله في قضايا مهمة، تمس جوهر حرية الرأي، فحقق عبر خبرته القانونية العميقة وحكمته المهنية، انتصارات قضائية عززت من مكانة "السياسة" كمنبر حر ومستقل يُعبّر عن الرأي ويحترم القانون.

آمن الدكتور اليعقوب بأن الكلمة الحرة لا بد أن تُحمى بالقانون، لا أن تُحاصر به، فكان في قاعة المحكمة كما في قاعة المحاضرات، مدافعاً عن الحق والمبدأ، لا عن الأشخاص أو المصالح فقط. وكانت مرافعاته نموذجاً في الحجة القانونية، ومواقفه شاهداً على التزامه بقضايا الوطن والعدالة.

العنزي: الفقيد موسوعة قانونية ونموذج للإنسانية الرفيعة

نعى المحامي ناهس العنزي فقيد الكويت وجامعة الكويت والقضاء الراحل د.بدر اليعقوب، مؤكدا أنه كان موسوعةً حيةً تفيض علماً وقانوناً. وقال العنزي: لقد زاملته في رحاب المحاماة، وشاطرته العمل في ميادين الإعلام، فكان - رحمه الله - نموذجاً فريداً للإنسانية الرفيعة متواضعاً في عِظَمِه، طيّب السيرة والخلق، سريع البديهة، رقيق المرح، صاحب قلبٍ صافٍ كالندى، وتقيّاً نقيّاً، ينبض صدره بالتسامح والعفو، لا يعرف الغِلّ ولا الحسد إلى قلبه سبيلاً ، وإلى جانب هذه السجايا الكريمة، كان موسوعةً حيةً تفيض علماً وقانوناً، رجلاً وهب نفسه لبلده، فقدم لها من عطائه ما يشهد له القاصي والداني، محتسباً في أيامه الأخيرة ما نزل به من سقم، صابراً محتسباً كالجبل الراسخ. وأضاف العنزي : إن الفقيد الكبير وقف دوماً إلى جانب الحق، فكان صوته النديّ منارةً للمظلومين، ينشد العدل وينصر المكلوم. فاليوم، أصيبت العدالة بفقدٍ لا يُعوَّض، وأصاب العلم خلاءٌ موجعٌ، وحلّ بالقلوب أسىً عميقٌ.

وتقدم العنزي إلى أسرة الفقيد الكريمة، ومحبيه، وزملائه، وطلابه، بأصدق آيات التعزية وأحرّ مشاعر المواساة، سائلا المولى ـ عز وجل ـ أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم أهله ومحبيه وزملاءه جميل الصبر وحسن السلوان.

"السياسة " تنعى محاميها ورمزها القانوني

جريدة "السياسة" التي تنعى اليوم أحد أبرز رجالاتها، تستذكر بكل فخر وامتنان مواقف الدكتور بدر اليعقوب النبيلة في ساحات القضاء، حينما كانت حرية الكلمة على المحك. فقد كان الفقيد سداً منيعاً وسنداً لا يلين في وجه من أرادوا تقييد الرأي، وكان دائماً حاضراً بحكمته وهدوئه وشجاعته المهنية.

رحم الله الدكتور بدر اليعقوب، وجزاه عن الكويت وأهلها خير الجزاء، فقد رحل جسداً، لكنه سيبقى حاضراً بسيرته ومواقفه في ذاكرة القانون والإعلام والتعليم.

آخر الأخبار