"السياسة" نعت وزير الإعلام الأسبق... واستذكرته محامياً مترافعاً عنها في ساحات القضاء
حَسبُهُ شرفاً أنه تبوأ منصب وزير إعلام الكويت في أحلك فترة من تاريخها المعاصر؛ فترة الغزو الصدّامي الغاشم، ويكفيه فخراً أنه صاغ، مع آخرين، خطاب أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد، الذي ألقاه أمام الأمم المتحدة في سبتمبر 1990، ووعد فيه، طيّبَ الله ثراه، بأن "نعود إلى كويتنا كما عهدناها، دار أمن وأمان، وواحة أصيلة وارفة الظلال، يستظل تحتها كل الطيِّبين والشرفاء من الكويتيين وإخوانهم المقيمين"... إنه الدكتور بدر جاسم اليعقوب، الذي انتقل إلى جوار ربِّه أول من أمس الثلاثاء عن 79 عاماً، مُخلِّفاً إرثاً وطنياً طيّباً، سيبقى محفوظاً في كتاب الكويت، وراسخاً في ذاكرة الكويتيين.
وشُيِعَ الراحل اليعقوب، مساء الثلاثاء، في حضور رسميّ وشعبيّ حاشد، تقدّمه وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، إلى جانب عدد من الشخصيات الأكاديمية والقانونية والإعلامية، إضافة إلى كوكبة من زملاء الراحل ومحبيه، الذين استذكروا مناقبه ودوره البارز في خدمة الكويت بميادين الإعلام والقضاء والتعليم الأكاديمي.
إن جريدة "السياسة"، التي نعت، باسم رئيس تحريرها العميد أحمد الجارالله وجميع العاملين فيها، الفقيد بدر جاسم اليعقوب، تستذكر بكل امتنان مواقفه النبيلة، حين كان محامياً للجريدة، إذ طالما ترافع عنها بساحات القضاء، في فترة كانت حرية الكلمة فيها على المحك. فقد كان، يرحمه الله، سنداً جسوراً مع الحق، وخصماً عنيداً ضد من أرادوا تقييد الرأي، مُتسلِّحاً بالحكمة والهدوء والاحترافية المهنية.