حوارات
"رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ" (آل عمران 8).
يزيغ قلب الانسان عندما ينصت صاحبه لوساوس الشيطان، لا سيما عندما يبدأ يُغَلِّبُ هواه على عقله، وعندما يميل بإرادته عن طريق الحقّ، وعندما تفسد نيّته، ويتكاسل عن إصلاحها، وعندما يتّبع شهواته، ويدخل الشكّ في قلبه، وينحرف عمّا هو مألوف دينيّا وأخلاقيّا.
ومن بعض الأسباب الأخرى لزيغ القلب، وكيفية علاج هذا المرض الخطير، نذكر ما يلي:
-الأسباب: يميل القلب عن الحقّ بسبب غلبة الهوى على العقل، ويبدأ يصاب المرء بمرض زيغ القلب عندما يطلق العنان، باختياره، لشهواته وهواه الإنساني المتقلّب لكي تتحكّم بكلامه وبتصرّفاته، وعندما يتوقّف عن مراقبة نفسه الأمّارة بالسّوء، وعندما يبدأ يتغلّب الشّره والطمع على جسده وقلبه، ويبدأ يسمح لاقران السّوء بالتأثير عليه، أو بسبب تغافله عن محاسبة نفسه في لحظات ضعفه، وربما بسبب دخول الشكّ في قلبه، أو لتخاذله الإرادي عن إصلاح نفسه الأمّارة بالسّوء.
ولعدم حرصه على تزكية نفسه، وربما بسبب اعتقاده أنّه يوجد وقت ما يجب عليه أن يتوقّف عن إصلاح ذاته لاعتقاده أنها وصلت إلى مرحلة مثاليّة من الكمال، النفسي والأخلاقيّ، ولعدم إدراكه أنّ إصلاح النّفس هو كفاح حياتي لا يتوقّف إطلاقاً.
-علاج زيغ القلب: تبدأ عملية علاج مرض زيغ القلب بإدراك الانسان أنه بدأ يميل عن طريق الحقّ، وبتذكّر أن القلب يكون دائماً على شفى حفرة السقوط الأخلاقيّ، ما دام الانسان على قيد الحياة، وبقراءة القرآن الكريم يومياً، والتدبّر في معانيه الكريمة، وكثرة التصدّق، وعدم الفتور في الدعاء لإصلاح النفس، وفي الحديث الشريف: "يا مُقلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلبي على دِينِكَ". وبمحاسبة النفس كل يوم، وبضبطها، ومراقبة الله عزّ وجلّ في السرّ أكثر من العلن، ومجالسة الصالحين، وردع الهوى الزائغ عن طريق تعمّد تخويفه من شرور المهالك الأخلاقيّة، وبغضّ البصر، والإكثار من التصدّق في السرّ والعلن، وبذكر الله وبالاستغفار طوال الوقت، وبقدر المستطاع، فاللّهم ارزقنا حسن الخاتمة.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@