أقارب الشقيقتين ميرا (8 سنوات) وصباح بشير (10 سنوات) يحملون جثمانيهما عقب استشهادهما في غارة جوية على دير البلح أمس (أب)
أكد موافقة إسرائيل على شروطها وطالب "حماس" بعدم عرقلتها... وتوقعات باكتمال الاتفاق خلال استقباله نتنياهو
"حماس" تدرس... والدوحة والقاهرة تعملان على إنجاز الصفقة... وانقسام داخل حكومة نتنياهو
غزة، واشنطن، عواصم - وكالات: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لتطبيق وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما في غزة، وحض حركة "حماس" على الموافقة، قائلا إن الولايات المتحدة ستعمل في غضون هذا الوقت مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب، مشيرا إلى أن الدوحة والقاهرة ستعملان على إنجاز الاقتراح النهائي للصفقة، وفيما من المقرر أن يتوجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يوم الأحد المقبل إلى واشنطن حيث يلتقي ترامب الاثنين وسط توقعات بأن يكون إيقاف إطلاق النار أحد أهم المواضيع التي سيجري نقاشها، قال ترامب على منصته "تروث سوشال" إن ممثله ستيف ويتكوف عقد اجتماعا مطولا ومثمرا مع الإسرائيليين، ووافقت دولة الاحتلال على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، مضيفا "خلال هذه الفترة سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب. سيقدم القطريون والمصريون الذين يعملون بجد للمساعدة في إحلال السلام هذا الاقتراح النهائي. آمل لمصلحة الشرق الأوسط أن تقبل حماس بهذه الصفقة لأن الوضع لن يتحسن بل سيزداد سوءا".
وفي حين فجر المقترح انقساما حادا داخل الحكومة الإسرائيلية، في وقت سارعت المعارضة لتجديد تعهدها بتوفير "شبكة أمان" لنتنياهو لدعمه في حال قرر المضي قدما، أكد وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر أن معظم وزراء حكومة الإحتلال يدعمون الاتفاق، قائلا على منصة "إكس": "إذا سنحت الفرصة لا بد ألا نضيعها"، مضيفا أن أغلبية كبيرة من السكان الإسرائيليين يدعمون إبرام اتفاق، حسبما أظهرت استطلاعات متكررة، ورغم ذلك، فإن زير الأمن الداخلي المتطرف إيتمار بن غفير مصمم على الحيلولة دون إبرام اتفاق، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن بن غفير تواصل مع وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش لتنسيق نهجهما بشأن ذلك، وانتقد أقارب الرهائن الوزيرين بشدة، بينما قال زعيم المعارضة يائير لابيد مخاطبا نتنياهو "مقابل أصوات بن غفير وسموتريتش الثلاثة عشر لديك 23 صوتا مني لضمان شبكة أمان لصفقة الرهائن، علينا أن نعيد الجميع لديارهم الآن"، كما قال وزير الدفاع الأسبق وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان "يجب أن نعيد جميع الرهائن الآن"، في إشارة لاستعداده لمنح نتنياهو شبكة أمان في الكنيست.
بدورهم، أكد مسؤولون بالاحتلال الإسرائيلي أنه تمت بالفعل الموافقة على اتفاق معدل بشأن تطبيق هدنة لمدة 60 يوما في قطاع غزة، لافتين إلى أنه لا تزال هناك بعض الخلافات بشأنه، ونقلت القناة 12 العبرية عن المسؤولين القول إنه تمت الموافقة على الاتفاق المعدل ولا يوجد فيه تغييرات جوهرية عن مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الأصلي، مضيفين أنه لا تزال هناك بعض الخلافات التي تتعلق بشروط إنهاء الحرب وحجم انسحاب قوات الاحتلال من غزة، بينما قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن المقترح قدم للاحتلال و"حماس" خلال الساعات الأخيرة من قبل قطر، في حين نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر بالاحتلال الإسرائيلي القول إن الاحتلال أبدى مرونة في البند المتعلق بالانسحاب خلال فترة إيقاف إطلاق النار، وإن المقترح لا يتضمن تعهدا واضحا بإيقاف الحرب لكنه يشمل بعض الضمانات، مضيفا أن الوسطاء يتحملون مسؤولية استمرار المحادثات بشأن إيقاف الحرب حتى بعد انتهاء هدنة الـ 60 يوما.
في المقابل، وبينما تعهد نتنياهو بأنه لن تكون هناك "حماس" في غزة ما بعد الحرب، أكدت "حماس" إجراء مشاورات وطنية، قائلة في بيان على "تليجرام" إن الوسطاء يبذلون جهودا مكثفة من أجل جسر الهوة بين الأطراف والوصول إلى اتفاق إطار وبدء جولة محادثات جادة، مضيفة "نتعامل بمسؤولية عالية ونجري مشاورات وطنية لمناقشة ما وصلنا من مقترحات الوسطاء من أجل الوصول لاتفاق يضمن إنهاء العدوان وتحقيق الانسحاب وإغاثة شعبنا بشكل عاجل في قطاع غزة".
وبحسب تقارير إعلام الاحتلال، فإن المقترح المعدل يقضي بإيقاف إطلاق النار 60 يوما ويتم الإفراج عن ثمانية من أسرى الاحتلال لدى "حماس" في اليوم الأول وتسليم جثامين 18 أسيرا على ثلاث دفعات وإطلاق سراح اثنين من الأسرى في اليوم الخمسين للهدنة، كما يتضمن انسحاب الاحتلال إلى محور موراغ بين خانيونس ورفح جنوب القطاع وإدخال كميات أكبر من المساعدات الإنسانية، بينما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول إسرائيلي كبير أن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف اجتمع في البيت الأبيض لساعات مع وزير الشؤون الستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وناقش الطرفان مقترحاً قطرياً محدّثاً وأبلغ ديرمر ويتكوف بقبول إسرائيل المقترح القطري، وكان ترامب استبق إعلانه عن الهدنة، معربا عن تطلعه إلى التوصل لاتفاق، قائلا في فلوريدا إنه سيكون "حازما جدا" مع نتنياهو، معتبرا أنه "يريد إنهاء الحرب أيضا".
محادثات تطبيع مع السعودية واتفاق مع سلطنة عُمان
غزة، عواصم - وكالات: وصفت صحيفة "هآرتس" العبرية إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبول إسرائيل بالشروط اللازمة لوقف إطلاق نار محتمل لمدة 60 يوما في غزة بأنه محاولة للضغط على تل أبيب وحركة "حماس"، ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية ودولية عدة، أن الإطار المُحدّث الذي يُناقش حاليا لاتفاق وقف حرب غزة من المتوقع أن يشمل تعويضا ديبلوماسيا لإسرائيل بهدف تخفيف موقف وزراء اليمين المتطرف، قائلة إنه وفقا للمصادر، تشمل الإنجازات الديبلوماسية المتوقعة استئناف المحادثات بين إسرائيل والسعودية بشأن إقامة علاقات رسمية واتفاقية تطبيع مع سلطنة عُمان، وإعلانا تاريخيا من سورية يشير إلى انتهاء الأعمال العدائية بين البلدين.
وقالت الصحيفة إن ترامب يعتقد أن وقف إطلاق النار المؤقت سيشكل أساسًا لحل أكثر ديمومة يسمح بتنفيذ خطة أميركية لما بعد الحرب، مضيفة أنه "في إسرائيل، يسود اعتقاد بأن إعلان الرئيس الأميركي محاولة أخرى للضغط على الجانبين لإنهاء الحرب بسرعة"، متابعة أن ترامب يريد دفع "حماس" إلى استئناف المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل، في غضون أيام، حيث يتواجد الوفدان في مواقع متجاورة ويجريان محادثات غير مباشرة وسريعة للتوصل إلى اتفاقات.