محمد الكندري: مفهوم الكوميديا تغير في زمن المنصات الرقمية

دعا إلى التعامل مع المتغيرات ومواكبة التقنيات وأفكار الجيل الجديد

مفرح حجاب

أكد المؤلف محمد الكندري أن مفهوم الكوميديا تغير سواء في الدراما التلفزيونية او حتى في المسرح في ظل المتغيرات الكثيرة الموجودة في الحالة الثقافية او التقنية وزيادة مساحة المواد الترفيهية عبر الهاتف النقال وأجهزة الكمبيوتر وغيرها، وقال: "علينا ان نعترف بأن الجمهور لم يعد يرغب في مشاهدة عمل درامي بحت بدون وجود خط "لايت كوميدي "، بل ان معظم الأعمال الآن تميل الى هذا النهج حتى على مستوى السينما، ولذلك تغير المحتوى لكل هذه النوعية من الأعمال"، مشيرا الى أن قلة الأعمال الكوميدية هو ناتج عن عملية الجدل وماذا يريد الجمهور وهذا الجدل تسبب في ابعاد الكوميديا تماما من الصورة الدرامية خوفا من مشاكل الإنتاج.

وكشف الكندري ان مسلسل " ياكم الحزرة" ليس عملا كوميديا بالكامل ولكنه يحكي موضوعات ويحمل قضايا مختلفة تهم الناس وتخاطب عقولهم "، لافتا الى ان الجمهور اصبح يرفض الأعمال المنوعة بالرغم من كم التقليد والغناء والكوميدي وهذا يدل على حالة الوعي وزيادة الثقافة ومستوى الخبرة والتجارب من المشادهدة.

في الكواليس مع الفنان محمد جابر

واعتبر الكندري ان المحتوى الدرامي والمسرحي والسينمائي وغيره يقدم لجيل مختلف تماما في الرؤية والقبول وعلينا ان نكون اكثر فهما لهذا الجيل والنزول إليه من أجل تقديم اعمال تحظى بقبولهم وفي نفس الوقت تحمل قيمة حقيقة"، منوها الى ان حالة وعي ومناسبة مشاهدة عالية في وسائل التواصل والمنصات وغيرها ويجب ان يتم استغلالها.

وحول تعثر دراما "السيزن" قال:" هذا الموضوع الذي يجب ان يتم التركيز عليه فلا يوجد عاقل أو متذوق للفن يرفض هذا النوع من الدراما لأسباب كثيرة أهمها هو ثراء الأحداث والجودة في كل ما يطرح فيها، لكن انصدمنا في التكلفة، فالممثل اذا تحدثت معه على المشاركة في 6 حلقات يتحدث عن أجر يحصل عليه في مسلسل مكون من 30 حلقة وهو ما ساهم في تراجع هذه الأعمال بشكل كبير رغم أهمية ما تطرحه من افكار، الأمر المهم ان معظم القنوات الفضائية لم تدعم هذا التوجه الدرامي وايضا بعض المنتجين لم يتعاملوا مع هذه النوعية من الأعمال بنوع من الاحترافية حيث سارعوا في انجاز الكثير منها بشكل عشوائي دون التأكيد على الجودة سواء في طريقة الإنتاج واختيار الممثلين وغيرها مما جعلها تتراجع"، متمنيا ان يعاد النظر في هذه اللون الدرامي من جميع الأطراف لأنه مهم للغاية في ظل وجود المنصات والتي يستخدمها المشاهد من الهاتف النقال.

تصوير مشهد من " ياكم الحزرة"

وفي رده على دور المنصات الرقمية في التسويق الدرامي قال: "المنصات القوية في العالم العربي ليست كثيرة، فهناك العديد من المنصات لكنها تحتاج مزيدا من الوقت حتى يكون لها اسم كبير، لكن القصة كلها عند الفنانين والمنتجين اذا ما تم المبالغة في الأجر سنشاهد ابداعا اكثر "، متمنيا ان تعود هذه الدراما بشكل اكثر تطورا.

وعن أهم القضايا التي يحملها مسلسل " ياكم الحزرة" الذي قام بتأليفه مؤخرا أوضح أنه حاول ان يقدم رؤية جديدة في الدراما من خلال 30 حلقة و30 قصة فهو عمل حلقاته متصلة ومنفصلة، بمعنى ان الجمهور في كل حلقة سيشاهد موضوع جديدة "، مشيرا ان المسلسل فيه العديد القضايا الأسرية لكنها مقدمة في اطار "لايت كوميدي" وبمشاركة نخبة من النجوم تمثل كل الأجيال.