قال الخبير وهو يحط رجل على رجل: "هو فيه إيه يا حاج، شايفك مروق ومبسوط، تضحك وتبتسم، كأنك خذيت علاوة استثنائية، باين مش ناقصك حاجة"؟
رد الشايب، وهو يشرب رشفة شاي ويمط براطمه: "يعني لازم إذا ضحكت تستلموني يا جماعة؟ رجاءً لا تعكرون مزاجي الحلو، تعرف ليش أضحك لا شعوريا؟ من كثر الهم اللي يدلدل كراعينه على صدري".
قال الرجل، وهو يطالع بلحيته: "أنا فدا ذي اللحية، بس لا تقول جذا لأني أزعل عليك من غلاك ألف مرّة".
ابتسم الشايب وقال: "فديت حنيّتكم... والله ما يخليني أفتح هالديوانية غير هالقلوب الطيبة، وإلا من دونها كنتم تدوجون دوجة البساس! السالفة وما فيها إني صاير أجيب خدامة اليوم، وأرجّعها باچر، كل وحدة تقول: ما أبي أشتغل"!
تدخل الشاب وهو يرفع حاجبه: "يا حجي اخلصك، جيب وحدة على كفالتك، وافتك، أريح وأبرك من هالدندرة اللي انت عايش فيها".
تنهد الشايب: "طلبت وحدة، وبعد شهرين انتظار، مرّة يقولون عالقة في مطار مسقط، ومرّة أوراقها ناقصة، وكل يوم أعذار، ويوم وصلت وشافت البيت قالت: ماما فين خدامة ثانية نشتغل سوا، بيت وايد كبيرة"؟
ضحك المعاق وقال: "يا حاج، بعض المكاتب ما سكينها تجار عمالة، يهربون الخدامة من بيت لبيت بحجّة: هذي ما تناسبها، وهدفهم يبيعونها على بيت ثاني بسعر أغلى، لأن اللي بالبلد أغلى من الطلب الجديد، وماشين على هالمنوال من سنين"!
قال الرجل، وهو يضرب كفا بكف: "عاد الظاهر إن الخدم اليوم جايين سياحة، والمواطن صار هو اللي يخدم، رايح راد بين المكتب والمطار.
واسأل الله العظيم يعقل لك فليساتك، اللي انت دافعها، لأن بعض المكاتب يماطل بإرجاعها بحجّة نجيب لك وحدة بديلة بعد يومين، وما من شيء، والشكوى لله وسلامتكم".
وهنا قال المتمولس، وهو يطالع الحضور، ويقول: "هاها... يا حجي هنديتكم فلبينية"؟
سكتت الديوانية لحظة، الكل طالع الثاني، حتى الذبانة على الطوفة وقفت متعجبه!
رد عليه الشايب وهو يضحك: "إيه ونبي بعد نجيب تايلندية من الصين، ونشتري لها ساري من كوريا، يا جماعة افتحوا له غوغل ماب يمكن يضبط خريطته شوي".
وفي هذه الأثناء، رفع الشيخ زغلول على مسامعنا أذان الظهر.
كاتب كويتي
[email protected]