وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني
واشنطن تبحث إعادة فتح سفارتها في دمشق
دمشق، عواصم - وكالات: أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن دمشق مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة لإحياء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 مع إسرائيل، في ظل تزايد القلق من تكرار الضربات الإسرائيلية في جنوب سورية، داعيا في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى رفع العقوبات الأميركية عن بلاده، وخاصة قانون قيصر الذي اتفق الطرفان على أنه يعيق تعافي الاقتصاد السوري، وقالت وكالة "سانا" السورية إن المناقشات بين الوزيرين تناولت مجموعة من القضايا، بما في ذلك العقوبات الأميركية وأسلحة الدمار الشامل والنفوذ الإيراني في سورية ومكافحة الإرهاب والعلاقات الديبلوماسية.
وقال روبيو إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل مع الكونجرس على إلغاء قانون قيصر خلال الأشهر المقبلة، وأعلن الوزيران عن خطط لتشكيل لجنة مشتركة بشأن الأسلحة الكيماوية وأعربا عن قلقهما المشترك إزاء تزايد الوجود الإيراني في وناقشا استمرار التهديد الذي يمثله تنظيم "داعش"، وأشارت وكالة "سانا" إلى أنه في ختام المكالمة أعربت واشنطن عن اهتمامها بإعادة فتح سفارتها في دمشق وتوجيه دعوة للشيباني لزيارة الولايات المتحدة، في إشارة إلى احتمال اتخاذ خطوة نحو استئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
من جانبها، أوضحت الخارجية الأميركية أن روبيو والشيباني بحثا الإجراءات التاريخية التي اتخذها الرئيس ترامب لإنهاء برنامج العقوبات الأميركية وحالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بسورية، وأكد روبيو أنه سينظر في اتخاذ خطوات أخرى لمراجعة تصنيفات الإرهاب المحلية وتصنيفات الأمم المتحدة المتعلقة بسورية، بالاضافة الى عزمه ابقاء العقوبات على الجهات بما في ذلك الرئيس المخلوع بشار الأسد وشركاؤه وغيرهم ممن يهددون الأمن السوري والدولي، وأعرب عن أمله أن تشكل هذه الخطوات بداية فصل جديد للشعب السوري والعلاقات الأميركية - السورية.
في غضون ذلك، بدأت فرق إطفاء تركية صباح أمس، في المشاركة في عملية إخماد الحرائق في محافظة اللاذقية، بالتنسيق مع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية، وذكر الدفاع المدني السوري إن الفرق تضم طائرتين مروحيتين و11 آلية بينها ثماني سيارات إطفاء وثلاثة ملاحق تزويد مياه، مشيرة إلى مشاركة 62 فريق إطفاء من الدفاع المدني السوري وأفواج الغطاء الحراجي في عملية إخماد حرائق الغابات المستمرة منذ الخميس الماضي في مناطق قسطل معاف وزنزف وربيعة بريف اللاذقية على الساحل السوري، فيما اكدت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ان فرق الإطفاء والطوارئ والدفاع المدني من مختلف الوزارات والمحافظات تواصل العمل للسيطرة على الحرائق التي امتدت لمساحات واسعة في ريف اللاذقية الشمالي ومنع وصولها إلى مناطق وقرى جديدة، وسط ظروف مناخية قاسية تعرقل جهود الإطفاء وتُسرّع من انتشار النيران.
وبينما أكد شهود عيان أن النيران اندلعت في غابات بيت القصير بمنطقة البسيط، بالإضافة إلى جبل التركمان وقريتي العيسوية وزنزف، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حرائق هائلة اجتاحت مناطق من ريف مدينة اللاذقية والتهمت مساحات شاسعة من الغابات واقتربت بشكل خطير من المناطق السكنية، مضيفا أن النيران انتشرت بسرعة بسبب الرياح القوية، بينما شكلت التضاريس الوعرة عائقًا كبيرًا أمام جهود الإطفاء، وظلت فرق الإطفاء والدفاع المدني في حالة تأهب قصوى، تحاول احتواء الحرائق ومنع وصولها إلى قرية قسطل معاف القريبة ومناطق سكنية أخرى، ولم ترد حتى الآن أنباء عن سقوط ضحايا، لكن المسؤولين يحذرون من احتمال تفاقم الوضع إذا لم تتحسن الظروف الجوية، وتم نشر مروحيات لدعم الفرق الأرضية، خاصة في المناطق التي يتعذر الوصول إليها برًا.
على صعيد آخر، توغلت قوات إسرائيلية في مواقع في حوض اليرموك بريف محافظة درعا، وأفاد تلفزيون سورية بأن ستة عربات تابعة للقوات الإسرائيلية توغلت في قرية صيصون بحوض اليرموك غرب درعا، بينما قال موقع "تجمع أحرار حوران" الإخباري المحلي إن قوة إسرائيلية أيضاً مكونة من ثلاث سيارات دخلت سرية عسكرية سابقة تتبع للواء 112 في قوات النظام المخلوع، والواقعة على أطراف قرية عين ذكر في حوض اليرموك، مؤكدا أن توغل القوات الإسرائيلية في الموقع المذكور هو الثاني بعد سقوط نظام بشار الأسد، إذ سبق أن دخلت السرية العسكرية ونفّذت داخلها عمليات تخريب وتجريف.