حوارات
"وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" (الشمس 7-10).
يشير مصطلح الإرتقاء في سياق تطوير الشخصية الى الاستمرارية في رفع مستوياتها، الفكريّة والنفسيّة والأخلاقيّة، وهو نهج سلوكيّ إيجابي، وبنّاء يلتزم به الانسان بهدف الوصول الى أعلى درجات الرقيّ الشخصيّ، وبهدف الاستفادة من رقيّ شخصيته في كل المجالات الحياتية. ومن بعض ما أعتقد أنّها أساليب فعّالة وناجحة تؤدي الى الإرتقاء بالشخصية على الدوام، نذكر ما يلي:
-تقدير الذّات: يقدّر المرء ذاته عندما يضعها في مكانها الذي يتناسب، ويتوافق مع كرامتها عنده، ومن يرتفع شأن نفسه عنده، ترتقي شخصيته تباعاً، ومن أفضل أساليب تقدير الذّات هو التنزّه بها عما يهينها بشكل مباشر، أو غير مباشر، وفي كل الأوقات وتحت كل الظروف، وبقدر الاستطاعة.
-مصاحبة الأسوياء والصالحين: يرتقي المرء بشخصيته عندما يحيط نفسه بمن هم بالغون عمرياً، وناضجون نفسياً، لا سيما الصالحون منهم، وهم الأغلبية في كل المجتمعات الإنسانية، ومصاحبة الأسوياء والصالحين تغرس في عقل وقلب الانسان الرغبة الصادقة في الاستقامة الأخلاقية.
-اكتساب المهارات، الفردية والاجتماعية، البنّاءة: ترتقي شخصية الفرد عندما يحرص على اكتساب مهارات فعّالة مثل القدرة على حلّ المشكلات، والتفكير الموضوعي، وضبط النفس وتنظيم الوقت، وتحديد الأولويات والأهداف الشخصية، والقدرة على اتخاذ القرارات الشخصية الصائبة، والمناعة ضدّ غسيل الدماغ بكل اشكاله وأنواعه.
-التثقيف الذّاتي: يحرص من يرغب في تطوير شخصيته على تثقيف نفسه بالقراءة عمّا يجهله، وبالتعرّف المستمر على نقاط الضعف في شخصيته (ضعف المناعة النفسيّة، وسرعة التأثّر العاطفي، وعدم ضبط النفس) وعلاجها عن طريق زيادة مستوى ثقافته الشخصية عن كل أمر حياتي يهمّه. -الاستقلالية الفكرية: الشخصية الإنسانية التي تفتقد الاستقلالية، جامدة لا تتطوّر، ومن أفضل أساليب اكتساب تلك السمة الفكريّة في عالم اليوم المضطرب تتمثّل في الرفض القاطع للتّبعية العمياء.
- مَكَارِم الأَخْلاَق (الأخلاق النبيلة): لا ترتقي شخصية المرء ما لم تنطبع فيها الأخلاق النبيلة، وتترك فيها أثراً راسخاً، في الحياة الخاصة والحياة العامة، وهي الغذاء الأساسي للشخصية الرّاقية.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@