آلاف الإسرائيليين الغاضبين يتظاهرون للمطالبة بإطلاق جميع الرهائن (أب)
الوسطاء بدأوا جولة جديدة من المحادثات للتقريب بين الطرفين... وآلاف الإسرائيليين يتظاهرون لإطلاق الرهائن
اتفاق اليوم أو غداً إذا سارت الأمورُ على ما يرام في محادثات الدوحة وتنفيذ الصفقة ووقف القتال مطلع الأسبوع المقبل
غزة، عواصم - وكالات: أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض التعديلات التي قدمتها حركة "حماس" على المقترح القطري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، زاعما أن "حماس" تسعى لإدخال تغييرات "غير مقبولة"، وقال مكتب نتنياهو إنه تم تسلم التعديلات التي طلبتها "حماس" على المقترح القطري وهي "غير مقبولة"، مضيفا أنه وجّه بالموافقة على الدعوة لإجراء محادثات غير مباشرة مع الحركة، لافتاً إلى أن الوفد غادر أمس إلى الدوحة لإجراء المحادثات، قائلا في بيان "بعد تقييم الموقف، وجّه نتنياهو بالموافقة على الدعوة لإجراء محادثات غير مباشرة، ومواصلة الاتصالات لاستعادة أسرانا، على أساس الاقتراح القطري الذي وافقت عليه إسرائيل"، ووفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، وصل نتنياهو إلى واشنطن ليل أمس، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الساعة السادسة والنصف بالتوقيت المحلي اليوم، طبقا لما ذكره مكتب نتنياهو.
وفيما تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى للمطالبة بالإفراج عن جميع الرهائن، وقالت ماكابيت ماير، أحد المتحدثين خلال التظاهرة الرئيسية في تل أبيب إن الوقت حان من أجل إبرام صفقة تنقذ الجميع، الأحياء والأموات، من أجل صفقة بدون "انتقاء"، نقلت قناة "12" الإسرائيلية عن مصدر حكومي قوله إن نتنياهو وافق على إرسال الوفد للدوحة لمناقشة التعديلات التي طرحتها "حماس"، وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن الوفد الإسرائيلي سيعقد "محادثات تقارب" مع الوسطاء لبحث فرص التقدم في الصفقة، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هناك تفاؤلاً في أوساط الوسطاء الدوليين بإمكانية سد الفجوات بين الطرفين.
وبينما يضم الوفد الإسرائيلي المفاوض نائب رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" الذي قاد فريق التفاوض في الأشهر الأخيرة، ومنسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، والمستشار السياسي أوفير فالك، بالإضافة إلى ممثلين آخرين عن جهازي الأمن العام "الشاباك" والاستخبارات "الموساد"، وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه من غير المتوقع إتمام الاتفاق خلال الأيام المقبلة، نظرًا للفجوات الكبيرة بين الطرفين، وقالت مصادر إن القتال سيستمر حتى توقيعِ الاتفاق، والمفاوضات ستُجرى تحت نيرانٍ متواصلة، ورسم الإعلام الإسرائيلي بعض التوقعات بشأن الجدول الزمني المقدّر للتوصل إلى صفقة، حيث قالت القناة 13 الإسرائيلية إنه من المتوقع أن يعلن ترامب عن اتفاق اليوم أو غدا أثناء زيارة نتنياهو، إذا سارت الأمورُ على ما يرام في محادثات الدوحة ومن المتوقع أن تصادق حكومة الاحتلال عن بُعد على الاتفاق يومي الأربعاء أو الخميس، بينما لا يزال نتنياهو في الولايات المتحدة، وقد يبدأ العمل بالصفقة الأسبوع المقبل، ربما يوم الأحد القادم، كما تقول المصادر الإسرائيلية.
في المقابل، كشف مسؤول فلسطيني مطلع أن الدوحة شهدت جولة محادثات غير مباشرة بين "حماس" وإسرائيل أمس، قائلا إن الوسطاء أبلغوا "حماس" ببدء جولة مفاوضات غير مباشرة، مشيرا إلى أن وفد الحركة المفاوض برئاسة خليل الحية والطواقم الفنية يتواجدون حاليا في الدوحة وجاهزون لمفاوضات جدية، بينما قال مسؤول في "حماس" لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن الحركة مستعدة لإعادة المحتجزين في يوم واحد، بشرط واحد أساسي هو ضمان عدم عودة الحرب، بينما كشفت مصادر أن مصر تتولى التنسيق مع الفصائل وحلّ النقاط العالقة في تنفيذ الاتفاق، مؤكدة أن هناك ترتيبات لاجتماع في القاهرة يجمع مسؤولين مصريين وقيادات من حركتي "حماس" و"الجهاد"، موضحة أن الوسيطين المصري والقطري سيتواصلان مع واشنطن بشأن ضمانات تطلبها "حماس"، في حين كشف قيادي في "حماس" أن تعديلات الحركة شملت ضمانات تتيح الانتقال السريع إلى محادثات لإنهاء الحرب، بما يشمل وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ نحو 20 شهراً، كما تشمل ما يتعلق بتوسيع دائرة الدول الضامنة للاتفاق، إلى جانب تفاصيل مرتبطة بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع، وخريطة انسحاب قوات الاحتلال من المناطق التي سيطرت عليها.
يأتي ذلك فيما واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مذابحه في غزة، ووسّع عملياته وشن غارات عنيفة طالت منازل سكنية وخيامًا تؤوي نازحين، إضافة إلى استهداف تجمعات للفلسطينيين في مناطق متفرقة من القطاع، خصوصًا في الوسط والجنوب، زاعما أن قواته العاملة بمختلف أنحاء القطاع قصفت نحو 130هدفا في الساعات الـ24 الماضة، بما في ذلك مراكز قيادة ومستودعات أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ وخلايا مقاتلين، وتم تنفيذ غارات جوية بالتنسيق مع قوات برية منخرطة في عمليات نشطة بمختلف أنحاء القطاع، بينما استشهد 38 فلسطينيا وأصيب آخرون في ساعات صباح أمس الأولى، وأفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء بأن بين الشهداء 20 لقوا حتفهم في غارتين إسرائيليتين على منزلين غرب مدينة غزة فجرا، وذكر المركز الفلسطيني للاعلام أن مواطنا استشهد وأصيب آخرون بنيران جيش الاحتلال في منطقة الشاكوش شمال غرب رفح، مشيرا إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين بجوار مسجد الألباني غرب مدينة خان يونس، واستشهاد ثلاثة مواطنين منهم سيدة وإصابة عدد آخر فجرا جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي التفاح شمال شرق مدينة غزة، لافتا إلى ارتقاء ثلاثة شهداء في قصف من مسيرة إسرائيلية في مواصي مدينة خان يونس، وأفادت مصادر محلية باستشهاد مواطن وأطفاله الأربعة /12 عامًا/ و/ 10 أعوام/ ، و/7 أعوام/، و/6 أعوام/ جراء قصف من مسيرة إسرائيلية استهدف خيمتهم في مخيم حياة غرب مدينة خان يونس.
وكشفت صحيفة "معاريف" أن حكومة نتنياهو بحثت في اجتماعها الأخير تشجيع سكان غزة على الانتقال إلى جنوب القطاع، مشيرة إلى أن الكابينيت الإسرائيلي طرح إمكانية تحويل منطقة رفح إلى منطقة مساعدات إنسانية، مضيفة أن نتنياهو طلب من الجيش إعداد خطة عمل لمعبر رفح بحلول الخميس المقبل.
إجماع فلسطيني على رد "حماس" وتأييد لجهودها
غزة، عواصم - وكالات: رحبت فصائل فلسطينية عدة برد حركة "حماس" على الورقة المقترحة لاتفاق الإطار، معتبرة أنه يعكس موقفا وطنيا مسؤولا ويشكل خطوة في اتجاه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة ضرورة توفير ضمانات حقيقية لوقف العدوان الشامل وإدخال المساعدات وتحرير الأسرى.
وأعلنت حركة "الجهاد" أن "حماس" تشاورت معها بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن الرد يتسم بالمسؤولية، ومشددة على اهتمامها بالتوجه نحو اتفاق، ورحبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بموافقة "حماس" وطالبت بضمانات لوقف "آلة القتل والتجويع"، وأكدت المبادرة الوطنية الفلسطينية على ضرورة ضمان إدخال المساعدات الإنسانية وتحرير الأسرى ووقف العدوان، وفي السياق ذاته، دعا تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة "فتح" إلى إنجاح التهدئة ووقف العدوان، مثمنًا الرد الإيجابي لحماس، ووصفت "الجبهة الشعبية – القيادة العامة" خطوات "حماس" تجاه صفقة التبادل بـ"الحكيمة" والتي تحفظ كرامة الشعب الفلسطيني، فيما شددت جبهة النضال الشعبي على أهمية وقف إطلاق النار الكامل، وأعلن حزب الشعب الفلسطيني دعمه لرد "حماس"، داعيا إلى استمرار التشاور الفلسطيني لتذليل العقبات، وأكدت جبهة التحرير الفلسطينية ضرورة التمسك بالضمانات لإنهاء العدوان نهائيا، كما اعتبرت حركة "فتح" أن المبادرة المصرية القطرية تشكّل مدخلا سياسيا وإنسانيا لوقف المجازر، أما لجان المقاومة، فباركت الموقف الوطني "الجاد والمسؤول".
شركة استشارات دولية تتورط في مخطط سري للتهجير
غزة، عواصم - وكالات: أشار بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى تحقيق خطير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، سلط الضوء على مخطط سري لتهجير سكان قطاع غزة، وبحسب ما أورده البيان، فإن مؤسسة غزة الإنسانية "جي إتش إف" المدعومة أميركيا وإسرائيليا، تقف خلف تنفيذ المشروع تحت غطاء تقديم مساعدات إنسانية.
ووفقا للتحقيق، فإن المؤسسة تسببت بشكل مباشر حتى الآن في استشهاد 751 مدنيا وإصابة 4931 آخرين، إلى جانب فقدان 39 شخصا، وسط مقاطعة من 130 منظمة إنسانية دولية واتهامات باستخدامها كغطاء لأهداف عسكرية إسرائيلية، وأشار التقرير إلى أن المشروع حظي بدعم مالي سري من جهات غربية وشركات أمنية أميركية خاصة، إلى جانب ممارسات لوجستية مخالفة للمبادئ الإنسانية، ما أدى لاحقا إلى انسحاب شركاء من شركة "بي سي جي" للاستشارات الدولية بعد انكشاف تفاصيل المخطط.
وحذر المكتب الإعلامي من خطورة استمرار مثل هذه المشاريع التي تسوق جريمة التهجير القسري على أنها "حلول إنسانية"، محملا كل الجهات الضالعة أو الداعمة لهذه المخططات المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في غزة، وأكد البيان أن الشعب الفلسطيني رغم العدوان والتجويع والإبادة، سيبقى متجذرا في أرضه ولن يتخلى عن حقوقه الثابتة، داعيا إلى محاسبة جميع المتورطين في هذه المؤامرات التصفوية بحق القضية الفلسطينية.