"الحسينيات" تحيي "يوم عاشوراء"

في أجواء روحانية مفعمة بالحزن والإيمان

الخطباء: الحسين رمز عالمي للعدالة والإصلاح... ضحّى بنفسه في سبيل إعلاء كلمة الحق

القضية الحسينية لا تقتصر على مذهب أو طائفة بل لكل إنسان يبحث عن الحرية والعدالة

محمد العنزي

أحيت الحسينيات المقامة في مدارس البلاد، أمس الأول ذكرى يوم عاشوراء، وسط أجواء روحانية يملؤها الحزن على مصاب الإمام الحسين عليه السلام، وأهل بيته الذين استشهدوا في ملحمة كربلاء الخالدة.

وأجمع الخطباء على أن الإمام الحسين عليه السلام يمثل رمزاً عالمياً للعدالة والإصلاح، فقد ضحّى بنفسه وأهله وأنصاره في سبيل إعلاء كلمة الحق، وتجديد القيم والمبادئ، والدفاع عن الحرية والكرامة الإنسانية، والحفاظ على رسالة خاتم الأنبياء من التحريف والضياع.

وأكد الخطباء أن "القضية الحسينية لا تقتصر على مذهب أو طائفة، بل هي لكل إنسان يبحث عن الحرية والعدالة، حيث اختزلت أسمى معاني الفداء والصبر والثبات، وما تزال حتى اليوم تلهم الأحرار في كل مكان".

وبينوا أن ذكرى عاشوراء باتت محطة سنوية للتأمل واستلهام القيم العليا من سيرة سيد الشهداء.

وأشار الخطباء إلى أن قصة استشهاد الإمام الحسين تعد من أبلغ مشاهد البطولة والتضحية، موضحين أنه "حين خلت الساحة من الأنصار، ولم يتبقَ له من ناصر ولا معين، ودّع النساء والأطفال، وبرز وحيداً في وجه الجيوش الجرّارة، مقاتلاً حتى الرمق الأخير، ليسجّل بدمه أروع ملاحم الصمود".

وخصصت المجالس الحسينية جانباً من البرنامج لقراءة وقائع يوم عاشوراء واستذكار تفاصيل المعركة ومواقف أصحاب الحسين الذين ضربوا أروع أمثلة الوفاء، في صورة مؤثرة اختلطت فيها الدموع بالدعاء.

وفي لفتة تعكس روح التقدير والتعاون، وجّهت اللجان المنظمة للمجالس المقامة في المدارس، كلمات شكر لوزارة الداخلية ورجال الأمن، مثمنةً جهودهم الكبيرة في تأمين أجواء العزاء وتنظيم حركة الحضور.

وأشادت الحسينيات بـ"الجاهزية العالية والتنسيق الميداني الذي قامت به الفرق الأمنية، ما ساهم في الحفاظ على انسيابية الحركة داخل المدارس ومحيطها، وتوفير أجواء من الطمأنينة طوال فترة إحياء الشعائر".

وقالوا: إن "رجال الداخلية لا يقتصر دورهم على حفظ النظام فقط، بل يشاركون لضمان سير المجالس الحسينية بكل يسر وسلاسة".

كما عبّر المشاركون عن شكرهم للتعاون القائم بين الجهات الأمنية والمنظمين، مؤكدين أن أجواء هذا العام اتسمت بالهدوء والانضباط، بفضل وعي الحضور والتزامهم بالتعليمات، وحرصهم على إنجاح المناسبة بما يليق بعظمتها.

الحزن على كل الوجوه