الخميس 18 سبتمبر 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
عودة القوة والمكانة العربية
play icon
كل الآراء

عودة القوة والمكانة العربية

Time
الاثنين 07 يوليو 2025
صالح بن عبد الله المسلم

يشهد العالم اليوم إعادة تشكيل موازين القوى، ومع تراجع بعض القوى التقليدية، بدأت دول عربية عدة، خصوصاً في الخليج العربي، في تأدية أدوار محورية في القضايا الإقليمية والعالمية.

فالمملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، لم تعد مجرد قوة نفطية، بل أصبحت فاعلاً، سياسياً واقتصادياً، مؤثراً في ملفات كبرى كالسلام في الشرق الأوسط، وأمن الطاقة، ومبادرات المناخ.

ولطالما مارست الأمة العربية دوراً محورياً في تاريخ الإنسانية، من الحضارات القديمة في وادي النيل وبلاد الرافدين، إلى العصر الذهبي الإسلامي الذي أنار العالم بالعلم والثقافة، ومع تقلبات الزمن، مرت الدول العربية بفترات من التراجع والضعف، السياسي والاقتصادي، إلا أن العقود الأخيرة شهدت مؤشرات واضحة على عودة تدريجية للقوة والمكانة العربية على المستويين الإقليمي والدولي.

وتشهد العديد من الدول العربية تحولات اقتصادية عميقة، من خلال رؤى وطنية طموحة مثل "رؤية السعودية 2030"، "رؤية الإمارات 2050"، و"خطة التنمية في مصر".

هذه المشاريع تستهدف تنويع مصادر الدخل، بناء اقتصاد معرفي، وجذب الاستثمارات، مما يعزز من قوة الدول العربية في الاقتصاد العالمي.

ولطالما كان لما يسمى "القوة الناعمة والثقافة" دورها الكبير في التحولات العالمية، فقد عادت الثقافة العربية لتأخذ مكانها على الساحة العالمية من خلال الإنتاج الفني، السينمائي، والأدبي، إلى جانب استضافة الدول العربية لفعاليات كبرى، مثل "كأس العالم" في قطر 2022، والإنجازات التاريخية للمملكة العربية السعودية، ومنها كأس العالم المقبل، وغيرها من المناسبات الرياضية والثقافية، والفنية والسياحية، ومعارض الفن والتكنولوجيا.

هذه الإنجازات لا تترجم فقط تطور البنية التحتية، بل تؤكد أيضاً على قوة الحضور العربي في المشهد الحضاري العالمي.

ورغم التحديات، هناك توجه متصاعد نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، سواء من خلال مشاريع الطاقة المشتركة، الأمن الغذائي، أو السياسات الموحدة في المنظمات الإقليمية، ومع تنامي الإدراك أن التكامل العربي هو السبيل لاستعادة الدور القيادي، نشهد اليوم خطوات متسارعة لبناء تحالفات عربية فاعلة. وللشباب العربي دو كبير وقوة في عمليات التغيير لما يملكه من عقليات وفكر، فأكثر من نصف سكان العالم العربي من الشباب،هذه الفئة، بفضل التعليم والتقنية، أصبحت قوة دافعة نحو التغيير، المبادرات الريادية، والابتكارات التكنولوجية، وروح الريادة، كلها مؤشرات على جيل عربي جديد، يسعى لقيادة المستقبل بثقة وطموح.

إن الحديث عن "عودة القوة والمكانة العربية" ليس مجرد حلم أو أمنية، بل هو واقع تشكله الوقائع والإنجازات، ورغم وجود تحديات، فإن الإصرار على التنمية، والانفتاح، والاعتماد على الذات، كلها خطوات تؤكد أن العرب قادرون اليوم على استعادة دورهم الريادي في صنع مستقبل مشرق لأنفسهم وللعالم أجمع.

اننا من هذا المنطلق نطالب العالم الغربي ــ والولايات المتحدة ــ تحديداً أن تتعامل مع العالم أجمع بمنطق القانون، ولا شيء يعلوا فوق القانون، وان مفاعل "ديمونا" النووي في إسرائيل، لا يختلف عن بقية المفاعلات في دول أخرى، وليس من حق اسرائيل ان تمتلك ما تشاء، وفيما تحارب الدول الأخرى ومنعها من الانتفاع من مواردها، والاستفادة من علماءها، والدفاع عن نفسها.

نحن اليوم بأشد الحاجة الى الوقوف كقوة واحدة، ندافع عن انفسنا من دون دعم وحمايات من احد، وهيمنة من الغرب ومواردنا من حقنا، فما حبانا الله من خيرات ننتفع بها لأجيالنا، ونبني بها ما نشاء، دون ان نتدخل بالآخرين، فلا نرضى مطلقا التدخلات الأجنبية والاملاءات التي فرضها علينا الغرب، مُنذ أيام الاستعمار.

كاتب سعودي

آخر الأخبار