الأربعاء 16 يوليو 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
تراكم الحصى والحجارة ليس مجموعاً تراكمياً
play icon
كل الآراء

تراكم الحصى والحجارة ليس مجموعاً تراكمياً

Time
الثلاثاء 08 يوليو 2025
View
5
د. حمود الحطاب
شفافيات

في مقالاتي هذه عن التراكمية الخبراتية، أو التراكمية الرقمية، باشراك الفنان العظيم بيكاسوا، بمثل عملي له؛ ثم التكملة بواقع التعليم في عالمنا العربي، وفي الكويت؛ بأمثلة حية رأيت كل شيء، اكون قد ادخلت نفسي في اختبارات قيادة السيارات في ستينات القرن الماضي؛ حيث يطلبون من المتقدم لاختبار القيادة ان يدخل الـ"وانيت العظيم" في سكة ضيقة من سكيك مناطق شرق؛ فاذا رفض الدخول لحسن تقديره نجح؛ ولها قصة.

لاعلينا

المجموع التراكمي يا سادة باختصار شديد، ودون ادخالكم في "حيص بيص" كيف تجري العملية التراكمية حسابياً، وكيف ترفع رصيد الطالب، الثانوي او الجامعي، ليحصل على مجاميع نجمية فضائية مئة في المئة، دون خبرات حياتية. التراكمي يا سادة: هو عبارة عن خلطات، وعمليات حسابية، تدخل فيها درجات المواد الدراسية، التي تناولها الطالب في السنة النهائية، في بعض اشكال هذا المجموع الخادع للطالب اولا، وللتعليم عموما، وللمجتمع ثالثا.

لو قارنا تخصصية بيكاسوا التراكمية المحترمة التي قال عن رسمة الفنجان الذي تدمع منه قطرة القهوة، في شخطتي قلم، انها استغرقت حياته.

فالتراكمية الصحيحة هي تراكمية الخبرة المعلمة (بضم الميم وتشديد اللام مع الكسر وفتح الميم الاخيرة)، وهي تراكمية بيكاسوا التي قال عنها: لقد قضيت كل حياتي، وافنيت عمري في تعلم رسم مثل هذه الرسمة، ورفض بيع قصاصة الورق التي سيل عليها بفنه دمعة القهوة في دقيقتين.

والفرق يا سادة قبل ان اعقدكم؛ بحساب تراكمية التعليم الخادعة؛ الفرق ان تراكمية الثانوية السحرية هي تراكمية اعداد؛ تراكمية غير بناءة، تراكمية لا امتداد لاثرها وخبراتها؛ وهذا مهم للغاية؛ تراكمية ارقام؛ ما تجيب النتيجة نفسها اللي جابتها تراكمية بيكاسوا الطبيعية البناءة بناءً مستداما؛ والتي جعلته يبالغ في تقدير ثمن قصاصة الورق، التي رسمها بثلاثمئة دولار، وكان ينوي تمزيقها ورميها في اصغر حاوية زبالة.

اليكم يا سادة تكملة للشرح قصتي مع المرحوم الدكتور أحمد الربعي، وهي مرتبطة تماما بحقيقة تراكمية الخبرة ميدانيا، وهي التربية المفقودة في تعليمنا، وتراكمية الارقام التي ادت الى فشل مخرجات التعليم، وجعلته ما يسوى فلسا في سوق "واجف" السكراب، في يوم ظهيرة صيفي مشمس.

وقسما بالله إني لم اقس على التعليم.

انتظروا القصة يا سادة؛ فكراسة حياتنا التعليمية مليئة صفحاتها بالقصيص.

كاتب كويتي

آخر الأخبار