الأربعاء 16 يوليو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
بدر جاسم اليعقوب الإنسان الذي لا تعرفه
play icon
كل الآراء

بدر جاسم اليعقوب الإنسان الذي لا تعرفه

Time
الثلاثاء 08 يوليو 2025
View
20
خالد عبدالله

الاستاذ الدكتور بدر جاسم محمد اليعقوب، طيب الله ثراه، أستاذ القانون المدني في جامعة الكويت، شغل منصب العميد لسنوات عدة لكلية الحقوق، وكان وزيراً للإعلام.

كما تقلد المغفور له، بإذن الله تعالى، مناصب كثيرة، خدم فيها أمته ووطنه، وشرّفها افضل تمثيل هذا من جانب، وكان هناك جانب أخر مضيء لا يعرفه كثير من الناس، كان يمتاز بها المغفور له بإذن الله تعالى، ألا وهي مد يد العون لكل محتاج. وأنا أقلب صفحات ذاكرتي، حيث إنني بحكم عملي مع المغفور له كنت ملازماً له في كثير من الأوقات، تذكرت موقفاً فريداً يتفق مع حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه"(رواه مسلم).

كنا كعادة المغفور له بإذن الله تعالى أن يذهب إلى الصالون كل خمسة عشر يوماً في إحدى مناطق الكويت، وكان دائم الدعابة مع العاملين بهذا الصالون لاعتياده التردد عليهم، وفي إحدى المرات كان يتكلم مع أحد العاملين، وقال له العامل إنه سيسافر غداً لحضور عقد قران ابنته، وغبنا خمسة عشر يوماً، وذهبنا إلى الصالون فوجدنا هذا العامل موجودا ولم يسافر، فسأله المغفور له أسافرت وعدت بسرعة؟

فأخذ هذا العامل يجهش بالبكاء، فسأله ما يبكيك فقال: فوجئت عند سفري بأن احدى شركات الاتصالات اتخذت ضدي إجراءات التنفيذ، وإني ممنوع من السفر، فابتسم الدكتور، ابتسامة جميلة وقال له :"الله كريم".

وبعد ان انتهينا وخرجنا من الصالون، ناداني المغفور له، وقال لي: "خالد نادي لي فلان"، فأشرت إليه، فخرج العامل وسأله الدكتور كم المبلغ الذي منعت من السفر لاجله، فقال الرقم، وكان مبلغاً كبيراً، فما كان من المغفور له بإذن الله تعالى أن أخرج مبلغاً كبيراً، وقال له أدفع للشركة، وأرفع منع السفر، والباقي هدية عرس ابنتك، فما كان من هذا الرجل الا ان انكب يقبّل يد المغفور له بإذن الله تعالى مرات عدة، وفي كل مرة يسحبها بكل تواضع وانسانية.

إن بدر اليعقوب، رحمه الله تعالى، كان رمزاً للعطاء والعطف، لين الجانب، طيب المعشر عف اللسان، انسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وادخله فسيح جناتك.

مستشار قانوني

آخر الأخبار