حوارات
"وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا"(القصص 77).
يُفترض بالمسلم العاقل أن يحرص، أشد الحرص، على عيش حياته الدنيوية القصيرة، والاستعداد للآخرة بشكل متوازن وفعّال، وبهدف الفوز بخير الدارين.
ومن مبادئ تحقيق هذا التوازن، الأخلاقيّ والروحيّ، الأمثل في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
-طاعة الله: يعمل المرء العاقل على طاعة ربّ العباد، في السرّ والعلن، ومنها إلتزام التقوى، فيقول المولى عزّ شأنه في كتابه الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ"(آل عمران 102).
فمن يطيع الله، ويخلص في عبادته، ويراقبه، ويجتنب معاصيه في كل ما يقول وما يفعل، يزرع في الدنيا ما سينفعه في الآخرة.
- صِلَة الرَّحِم: يصل المسلم العاقل رحمه، ويرفِق بأهله، ويحسن إليهم، ويعطف عليهم، ويصلهم حتى لو قطعه بعضهم، ومن يصل رحِمه يوفِ بواجبه الأخلاقيّ الديني تجاه ذوي القربى، فيقول خير الخلق من البشر في الحديث الشريف: "مَنْ أحبَّ أنْ يُبْسَطَ لهُ في رِزْقِهِ، و أنْ يُنْسَأَ لهُ في أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رحمَهُ". وطوبى لمن يصل رحِمه ويوفّق لعمل الطاعات، ويبارك له في عمره وماله، ونفسه وأهله"، وثمرة صلة الرّحم هي رحمة ربّ العباد في الدنيا والآخرة، والله عزّ وجل أعلم.
-قراءة القرآن الكريم، وتعلّمه، والعمل به: يفوز الانسان بخير الدارين عندما يستمر في قراءة، وتعلّم القرآن الكريم، ويطبّق تعاليمه، وقيمه، ومبادئه الأخلاقية الرفيعة في حياته الخاصة، وأثناء تعامله مع الناس في العالم الخارجي، فمن يتخلّق بخلق القرآن قدر استطاعته، لا بدّ أن تستقيم أحواله النفسية والأخلاقيّة.
ومن يتّخذ الفرقان بوصلة أخلاقيّة له، لا بدّ أن يعرف الحقّ فيقترب منه، ويعرف الباطل فيجتنبه.
-مداراة الناس والامتناع عن إيذائهم: يلاطف المرء المسلم العاقل الناس، ويلاينهم، ويحترمهم، ويتعامل معهم وفقاً لأفضل الأخلاق الإسلامية، ليس خوفاً منهم، لكن لإدراكه أنّ مداراتهم هي نوع من الرحمة يمارسه في الحياة الدنيا لكي يرحمه من في السماء في الآخرة.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@