يعد ّكتاب "فلسطين والفلسطينيون تاريخ واحد لشعب واحد"، للباحث والمؤرّخ الفلسطيني جوني منصور، والصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، من الإصدارات المهمة بفضل تقديمه دراسة معمّقة لتاريخ فلسطين أرضاً وشعباً في القرن العشرين ومطلع القرن الحادي والعشرين، وصولاً إلى حرب الإبادة الجماعية التي يشنُّها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزّة والضفة الغربية أيضاً.
يقدّم الكتاب، الواقع في 288، عرضاً موجزاً لأبرز المحطّات التاريخية في مسيرة الشعب الفلسطيني عبر الزمن، في محاولة للإضاءة على هذا التاريخ قبل نكبة 1948 وبعدها، وبالنظر إليه بكونه تاريخاً واحداً لشعب واحد بالرغم من تشتيته وتفريقه جغرافيّاً على مساحات تجاوزت حدود فلسطين التاريخية. فالتاريخ الفلسطيني كان واحداً حتى 1948 حين عملت آلة تفكيك وتشتيت الشعب الفلسطيني على يد المشروع الصهيوني المدعوم من الكولونيالية الغربية لمصلحة إحلال شعب آخر مكانه، وسط عمليات تهجير وتطهير عرقي واحتلال مدن وقرى وطمس معالمها الفلسطينية والعربية والإسلامية والمسيحية.
يوضّح الباحث في مقدّمة كتابه أنّ الشعب الفلسطيني وجد نفسه، أمام هذا الواقع، منتشراً في مواقع عدّة خلف حدود فلسطين، بالإضافة إلى من بقي منه في أرضه سواء تلك التي أقيم عليها الكيان الإسرائيلي، أو تلك في الضفة الغربية وقطاع غزّة. وهنا تشكّلت مرحلة جديدة من تاريخه، حيث سطّرت كل مجموعة فلسطينية تاريخها في موقعها الجغرافي الجديد، وواجهت التحديات التي تخصها. ولكن ما وحّد المجموعات الفلسطينية ولا يزال هو رغبتها في إعادة تشكيل فلسطين واحدة لهذا الشعب المشتت، وإن كان ذلك بنصوص تاريخية.