

الأسواق تتجاهل تهديد ترامب بفرض رسوم مرتفعة على الشركاء التجاريين
تجاهلت الأسواق العالمية تجديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم جمركية مرتفعة "متبادلة" على عدد من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وذلك بالرغم من منحه الدول مهلة جديدة مدتها ثلاثة أسابيع للتفاوض على اتفاقيات تجارية معها.
وأعلن ترامب، يوم الإثنين، في رسائل أرسلها إلى اليابان وكوريا الجنوبية وهما من أكبر شركاء التجارة للولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات منهما اعتبارًا من 1 أغسطس.
وأوضح أن جنوب أفريقيا ستُفرض عليها رسوم بنسبة 30%، كما كشف عن فرض رسوم كبيرة على واردات من 11 دولة أخرى ، حيث فرض رسوم تشمل 25% على ماليزيا وقازاخستان، و40% على لاوس وميانمار.
وتُعد هذه الرسوم مشابهة إلى حد كبير لتلك التي أعلنها خلال "يوم التحرير التجاري" في 2 أبريل، والتي تسببت حينها في اضطرابات كبيرة في الأسواق المالية العالمية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز"
وكان قد تم تعليق تطبيق هذه الرسوم "المتبادلة" التي طالت عشرات الدول حتى 9 يوليو، ما أدى إلى استقرار الأسواق مؤقتًا. إلا أن البيت الأبيض لم يبرم سوى ثلاث اتفاقيات تجارية منذ ذلك الحين – مع المملكة المتحدة والصين وفيتنام.
وأشار ترامب إلى إمكانية التوصل إلى المزيد من الاتفاقات، معتبرًا أن الرسائل التي أرسلها تُشكل "عروضًا نهائية تقريبًا"، وأضاف: "يمكن القول إنها نهائية، لكن إذا تواصلت معنا دولة بعرض مختلف وكنت مقتنعًا به، فسنمضي قدمًا. أعتبرها حاسمة… ولكن ليس بنسبة 100%. إذا أرادوا التفاوض بطريقة مختلفة، سنبقى منفتحين لذلك".
كما كشف الرئيس الأميركي أن بلاده تقترب من إبرام اتفاق تجاري مع الهند.
وأصدر البيت الأبيض أمرًا تنفيذيًا ينص على أن الرسوم الجمركية "المتبادلة" ستدخل حيز التنفيذ بعد منتصف ليل 1 أغسطس. وذكر الأمر أن القرار اتُّخذ "استنادا إلى معلومات وتوصيات إضافية من مسؤولين رفيعي المستوى، بما في ذلك ما يتعلق بحالة المفاوضات مع الشركاء التجاريين".
ولم تظهر الأسواق العالمية رد فعل سلبيا كبيرا تجاه القرار، إذ أغلق مؤشر توبكس الياباني مرتفعًا بنسبة 0.2%، وصعد مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 2%. أما في أوروبا، فقد ارتفع مؤشرا "ستوكس يوروب 600" و"فايننشال تايمز 100" بنسبة 0.1% في بداية التداولات، كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 الأميركي بنسبة 0.1%.
وأشار محللو "ING" إلى أن المستثمرين "يتعاملون مع هذه الرسائل على أنها مرحلة جديدة من المفاوضات التجارية، وليست قرارات نهائية".
وفي رسائل متطابقة تقريبًا نشرها ترامب على منصة "تروث سوشال"، وصف العجز التجاري الأميركي مع الدول المستهدفة – ومن بينها إندونيسيا وماليزيا وتايلاند بأنه "تهديد كبير لاقتصادنا، بل ولأمننا القومي".
وفي الرسائل الموجهة إلى رئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا ورئيس كوريا الجنوبية لي جاي-ميونغ، حذر ترامب من أن أي رد بزيادة الرسوم الجمركية سيُقابل بإضافة تلك الزيادة على الرسوم الأميركية المفروضة أصلًا بنسبة 25%. لكنه أضاف أنه "في حال فتحت هذه الدول أسواقها، فقد نعيد النظر في هذه الرسوم... إذ يمكن تعديلها صعودًا أو هبوطًا، وفقًا لطبيعة العلاقة مع البلد المعني".