الإمارات تنقذ طاقم سفينة تعرضت للاستهداف في البحر الأحمر

أبوظبي، صنعاء، عواصم - وكالات: أعلنت السلطات الإماراتية إنقاذها طاقم سفينة تعرضت للاستهداف في البحر الأحمر، وذكرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أن سفينة "سفين بريزم" التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي استجابت بشكل فوري لنداء استغاثة صادر عن السفينة التجارية "ماجيك سيز" بعد تعرضها للاستهداف في مياه البحر الأحمر، ما أسفر عن تضرر هيكلها ما دفع طاقمها إلى التخلي عنها في ظروف بحرية صعبة، موضحة أن عملية الاستجابة الإماراتية أسفرت عن إنقاذ جميع أفراد طاقم السفينة البالغ عددهم 22 شخصاً، بينهم أفراد طاقم السفينة وأمنها، وذلك بالتنسيق مع الجهات البحرية المختصة، بما فيها هيئة النقل البحري في المملكة المتحدة والمنظمات الدولية المعنية، وبما يراعي أعلى معايير السلامة والاستجابة في مثل هذه الحالات الطارئة، معتبرة التحرك السريع يجسد التزام الإمارات بدعم أمن وسلامة الملاحة الدولية، والتضامن الإنساني مع جميع الدول، في مواجهة التحديات المتزايدة في الممرات المائية الستراتيجية.

في غضون ذلك، وبعد ساعات من إعلان الحوثيين غرق السفينة "ماجيك سيز" التي تحمل العلم الليبيري والمملوكة ليونانيين في هجومٍ نفذوه الأحد الماضي، حذرت شركة "أمبراي" الخاصة للأمن البحري من هجوم جديد استهدف سفينة في البحر الأحمر أدى إلى إصابة اثنين من حراس الأمن على متنها وفقدان اثنين آخرين، قائلة إن السفينة أصبحت عاجزة عن الحركة نتيجة الهجوم الذي نفذه مسلحون باستخدام زوارق صغيرة ومسيّرات، بينما أكدت هيئة عمليات التجارة البحرية التابعة للجيش البريطاني وقوع الهجوم، وأشارت قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين إلى الهجوم، وقالت القيادة المركزية في الجيش الأميركي "سنتكوم" إنها على علم بالتقارير بشأن الهجوم ورفضت الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

من جانبها، قالت قوة "سبيدس" البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط إن هجوما للحوثيين في اليمن على سفينة "إيترنيتي سي" المملوكة لشركة يونانية بالبحر الأحمر أسفر عن مقتل ثلاثة بحارة وإصابة شخصين، قائلة إن ناقلة البضائع كانت تبحر شمالا متجهة إلى قناة السويس عندما تعرضت لنيران أشخاص على متن قوارب صغيرة ومسيرات تحمل متفجرات ليل أول من أمس، وأطلق أفراد الأمن على متن السفينة نيران أسلحتهم خلال تعرضهم للهجوم، وذكرت تقارير أمنية أن سفينة تجارية تعرضت لهجوم قرب السواحل الغربية اليمنية ما أدى إلى إصابتين وانجراف السفينة عن مسارها في ثاني هجوم من نوعه خلال 24 ساعة، فيما دعت السلطات البحرية السفن إلى توخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مريب.

في غضون ذلك، تواصل التنديد الدولي بهجمات الحوثيين، حيث دانت فرنسا بشدة الهجمات المتجددة التي شنها الحوثيون على السفن التجارية في البحر الأحمر، قائلة إنها تمثل "عرقلة غير مقبولة" لحرية الملاحة وتهدد استقرار المنطقة بأسرها، وطالبت الخارجية الفرنسية بإيقاف الأعمال العدائية فورا، مؤكدة التزام باريس الكامل بالأمن البحري والاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى استمرار مشاركتها في العملية الدفاعية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي تحت اسم "أسبيدس" بالتعاون مع الشركاء الدوليين، كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن إدانته الشديدة، قائلا إن الهجمات عرضت حياة طاقم السفن للخطر وتنذر بحدوث كارثة بيئية كبرى، معتبرا إياها تصعيدا خطيرا يمس بأمن الملاحة البحرية في واحد من أهم الممرات المائية الحيوية إقليميا وعالميا، وتشكل تهديدا مباشرا للسلام والاستقرار في المنطقة ولحرية الملاحة الدولية التي تعد منفعة عامة عالمية، محذرا من أن استمرار مثل هذه الاعتداءات قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلا في اليمن.

من جانبها، أكدت السفيرة البريطانية لدى اليمن عبده شريف أن قادة الحوثيين فشلوا في احترام حرية الملاحة ما يتسبب بدمار اقتصادي ويقوض استقرار اليمن ورفاهية شعبه، قائلة إن الهجوم المروع على السفينة "ماجيك سيز" عرض حياة الطاقم الأبرياء للخطر وألحق أضرارا بسفينة أخرى في البحر الأحمر، محذرة من أن التصعيد يزيد خطر وقوع كارثة بيئية ويهدد عبور السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن.

إلى ذلك، شهدت مدينة تعز في  جنوب غرب اليمن تظاهرة شارك فيها مئات المواطنين للمطالبة بتوفير مياه الشرب، في ظل أزمة حادة تعصف بالمدينة الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، ورفع المتظاهرون أمام مقر السلطة المحلية وسط مدينة تعز، بتنظيم من نشطاء حقوقيين ومجتمعيين وسياسيين، لافتات تندد باستمرار شح مياه الشرب، كما رددوا هتافات غاضبة استنكرت تدهور الخدمات الأساسية، واتهمت السلطات بالتقصير والإهمال.