الأربعاء 16 يوليو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
صناعة السينما في الكويت... الدعم المادي لن يحل الأزمة
play icon
مشهد من فيلم "مسج"
الفنية

صناعة السينما في الكويت... الدعم المادي لن يحل الأزمة

Time
الأربعاء 09 يوليو 2025
View
20
مفرح حجاب
تحتاج عودة من بعيد وتعاوناً مع المؤسسات الاقتصادية

مفرح حجاب

السينما في الكويت مازالت بعيدة عن شغف المنتجين والمهتمين بالشأن السينمائي في الوقت الذي بدأت يكون لها أجواء مختلفة وصعود كبير في الدول الخليجية، بالرغم من ان الكويت هي اول من قدمت تجربة سينمائية حقيقية وأول فيلم سينمائي كويتي طويل وهو فيلم "بس يا بحر"، الذي تم إنتاجه عام 1972 وقام باخراجه خالد الصديق، وتحول هذا الفيلم الى ايقونة سينمائية زار الكثير من دول العالم لما يحمل من عمق حقيقي للحياة والحضارة الكويتية وحقق انتشارا كبيرا ومهنية عالية والكثير من المهرجانات والمنتديات والندوات تحدثت عنه وعن تفاصيل انتاجه ومازال يشكل هذا العمل مدرسة حقيقية للسينما في الكويت لكل من يرغب في تقديم عمل سينمائي يحترم عقل الإنسان، لاسيما ان فيلم "بس يابحر" تدور أحداثه عن طبيعة حياة الكويتيين قبل اكتشاف النفط، حيث كان الغوص والبحث عن اللؤلؤ هو مصدر رزقهم الرئيسي الحقيقي.

الجميل فيلم "بس يابحر" هو أول فيلم كويتي يصل إلى جوائز الأوسكار كأفضل فيلم بلغة أجنبية، لأنه كان يحكي قصة غير مألوفة في عالم السينما، صعوبات الحياة والتعرض للكثير من المتاعب والمغامرات خصوصا في الغوص والبحر، لذلك كل التجارب التي قدمت باستثناء فيلم "الصمت" لم تقترب من هذا العمل الكبير، لكن مع مرور السنوات وتقديم العديد من التجارب السينمائية ظهرت معظمها تجارية وسطحية بعيدة تماما عن مفهوم السينما المتطورة، بل ان بعضها لم يتم انتاجه بمواصفات سينمائية حقيقية، فمن تابع ما يحدث في السينما السعودية الآن وطريقة الإنتاج سيدرك ان السينما السعودية خلال سنوات سيكون لها حضور كبير في ظل وجود مهرجانات ودعم حقيقي ودور عرض متطورة، لذلك هذه الصناعة في الكويت تحتاج الى المزيد من الإنفتاح على القطاع الخاص والمستثمرين من أجل بناء قاعدة من الثقة بين الاثنين وعلى المهتمين بصناعة السينما ان يعلموا جيدا أن هذه الصناعة على مستوى العالم تخضع للعرض والطلب ولن تكون هناك جهة تدعم السينما دون ان تستفيد منها، لذلك فإن القضية كلها مرتبطة بالسينمائيين انفسهم وتسويق مشاريعهم والحوار مع المؤسسات الاقتصادية من أجل ايجاد صيغة تعاون حقيقي يضمن عودة هذه الصناعة بشكل يواكب التطورات التي تشهدها صناعة السينما في العالم، فلا يمكن ان تمتلك الكويت هذا السوق الكبير وهذا الجمهور الذي لديه الكثير من الشغف ودور العرض المتطورة ولاتوجد صناعة سينما حقيقية، وعلينا ان ندرك ان السينما هي لغة حضارية يعرفها كل العالم.

صناعة السينما في الكويت... الدعم المادي لن يحل الأزمة
play icon
مشهد من فيلم "خلين ساكت"

الأهم من هذا وذاك ان هناك كوكبة من المتخصصين في الكويت الدارسين لعلوم السينما في ارقى الجامعات العالمية ولابد من استغلال موهبة وعلم هؤلاء لتطوير صناعة السينما في الكويت خلال السنوات القادمة، لاسيما ان لغة الصورة اصبحت في غاية الأهمية في ظل الاعتماد على الهاتف النقال والمنصات الرقمية.

فهناك اجتهادات سينمائية شارك فيها العديد من النجوم مثل احمد العونان ومحمد الحملي وجاسم النبهان وداوود حسين وجمال الردهان، لكن لابد من البحث عن استمرارية لتجارب سينمائية متكاملة وتستحق ان يشاهدها الجمهور في كل مكان.

آخر الأخبار