حديث الأفق
- هارون أمر بقطع رأس عامله... ونحيبه أنقذه
- الطوسي: أخاف مغادرة الدنيا وأنت غاضب عليَّ
- الخليفة قرّبه إليه رغم معرفته بأنه يمثل عليه
- الراعي: حروب غيفارا معكم تخيف أغنامي
- نابليون لكُريّم: دفعت حياتك مقابل جبناء
- كان لديه الأمل فيمن ضحّى من أجلهم
- لم يستجب تاجر واحد واتهموه بدمار الإسكندرية
- الثائر بمجتمع جاهل كمن يضيء الطريق لأعمى
الخونة على مر التاريخ كانت الناس ترذلهم، لأنهم لا شرف لهم أو إحساس وطني، ومنهم من خان عائلته، أباه أو أمه أو إخوته، فهؤلاء لاقيمة عندهم إلا للمصلحة الخاصة، وعلى هذا الأساس كانوا دائماً يعاقبون أشد العقاب.
وفي الأمثال الكثير عنهم، وأهمها موضوعنا اليوم، والمثل العربي الشهير "إن الكريم إذا خادعته انخدعا"، ما معنى هذا المثل!
كان لدى هارون الرشيد عامل اسمه حميد الطوسي، فأخطأ، فأمر الخليفة بقطع رأسه، لما جهزوا للإعدام، بدأ الطوسي يبكي بأعلى صوته.
فقال له هارون الرشيد: "أمن الموت جزعت"؟
أجاب الرجل:"لا والله يا أمير المؤمنين، الموت حق، وكلنا سنموت".
فسأله الرشيد: "ماذا يبكيك"؟
رد الطوسي: "أخاف أن أغادر الدنيا، وأنت غاضب عليَّ".
فعفا عنه الرشيد وقربه إليه، رغم أنه كان يدري أنه يمثل عليه، لكن إن الكريم إذا خادعته انخدعا.
وعندما ذهب وفد بني تميم إلى قريش وصّاهم الفرزدق قائلاً: "استمطروا من قريش كل منخدع إن الكريم إذا خدعته انخدعا".
تشي غيفارا والراعي
عندما جرى القبض على الثائر الأرجينتيني، الكوبي الجنسية، تشي غيفارا في مخبئه، بعد أن أبلغ عنه راعي أغنام، سأله الضابط: "لماذا أبلغت عن رجل قضى حياته في الدفاع عنكم وعن حقوقكم"؟
فأجاب الراعي: "كانت حروبه معكم تخيف أغنامي".
نابليون ومحمد كُريّم
وبعد مقاومة محمد كُريّم للحملة الفرنسية في مصر بقيادة نابليون، القي القبض على كُريّم، وكان الحكم عليه بالإعدام.
إلا أن نابليون أرسل وأحضره إليه، وقال له: "يؤسفني أن أعدم رجلاً دافع عن بلاده بجرأة، ولا أريد أن يذكرني التاريخ بأنني أعدم أبطالاً يدافعون عن أوطانهم".
اضاف: "لذلك عفوت عنك مقابل عشرة آلاف قطعة من الذهب، تعويضاً عن من قُتل من جنودي".
فقال محمد كُريّم: "ليس معي ما يكفي من المال، لكن لي دين عند التجار أكثر من مئة ألف قطعة من الذهب".
فقال نابليون: "سأسمح لك بمهلة لتحصيل أموالك".
فما كان من كُريّم إلا أن ذهب إلى السوق، وهو مقيد في الأغلال، ومحاط بالجنود الفرنسيين، وكان لديه الأمل فيمن ضحى من أجلهم من أبناء وطنه، فلم يستجب له تاجر واحد، بل اتهموه بأنه كان سبباً في دمار الإسكندرية، وسبباً في تدهور الأحوال الاقتصادية.
فعاد إلى نابليون، مستغرباً ومخذولاً فقال له نابليون: "ليس أمامي إلا إعدامك، ليس لأنك قاومتنا، وقتلت جنودنا، لكن لأنك دفعت بحياتك مقابل أناس جبناء، تشغلهم تجارتهم عن حرية أوطانهم".
قال محمد رشيد رضا: " الثائر من أجل مجتمع جاهل مثل شخص أشعل النار بجسده كي يضيء الطريق لشخص أعمى".
فلا تقاتل من أجل الجبناء، إذ عليك إقناع الذبابة بأن الزهور أجمل من القمامة، أسهل من أن تقنع الخونة بأن الوطن أغلى من المال".
نكشات
- يقولون في كل زمن ابنك عصاتك التي تتكئ عليها، حين انحناء ظهرك، وابنتك هي عيونك عندما يشتد ظلام الليل، أليس هذا مهماً؟
- قال الراحلون: "الدنيا يوم لك ويوم عليك،"تِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ"
- فمك هو عدوك إذا أردت أن تعيش بلا مشكلات أغلقه، ولا تتبجح،فهذا هو الغرور الذي لا ينفع، وبلاش تتجبر، خليك كما أنت