ميسي أسطورة تتجدد

- ثنائيته الأخيرة تكتب فصلاً جديداً في روايته الكروية

في أمسية أخرى من تلك التي اعتاد أن يخطف فيها الأضواء، ظهر ليونيل ميسي بثقله الكامل، وقاد إنتر ميامي إلى فوز جديد أمام نيو إنغلاند ريفولوشن، موقعاً على ثنائية جديدة، ومضيفاً فصلاً آخر إلى قصته التي لا تشبه سواها.

هدفان من توقيع ميسي، أحدهما بلمسة ساحرة من داخل المنطقة، والثاني بتسديدة لا تصدّ ولا تُردّ، كانا كافيين ليؤكدا أن “البرغوث” الأرجنتيني، حتى في عامه الثامن والثلاثين، لا يزال يلعب وكأنّه في عزّ العطاء. بل لعلّه اليوم أكثر نضجاً ، وأكثر قدرة على التحكم بالمباراة دون أن يركض كثيراً .

بهذا الأداء، وبهذه الأرقام، بات من الواضح أن ميسي لم يأتِ إلى الدوري الأميركي ليعتزل بهدوء، بل جاء ليعيد تعريف “الفصل الأخير” من حياة نجم عالمي.

الأرقام، رغم بريقها، لا تروي الحكاية وحدها. “البرغوث”، الذي حير العالم بقدميه منذ أن كان شاباً في برشلونة، لا يزال حتى اليوم يلعب بذات الشغف، وبذات القدرة على تحويل المباراة إلى لحظة فريدة من المتعة.

هو لاعب ينتمي إلى زمن لا يتكرر، ويكتب نهايته بنفسه، بعيداً عن ضجيج الإعلام الأوروبي، لكنه لا يزال يُصدّر المتعة إلى العالم. وما يفعله اليوم في ملاعب الـMLS ليس مجرد حضور رمزي، بل أداء فعلي يُغيّر شكل الدوري، ويمنح الفريق الذي يلعب له بُعدا مختلفاً تماماً .

ميسي لا يودّع اللعبة… بل يودّع فكرة أن للموهبة تاريخ انتهاء